الفارسي. واختار ابن مالك ومن تبعه أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حال؛ إن كان المتقدم معرفة، وصفة؛ إن كان نكرة، مثل قولك: سمعت رجلا يقول: كذا. والمعنى: فهم لا يسمعون سماع تدبر واعتبار، وانتفاع، وإن كان لهم آذان.
الإعراب:{أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام. الواو: حرف استئناف. وانظر الآية رقم [٦٥] لإعراب (أفلا). (لم): حرف نفي وقلب وجزم. {يَهْدِ:} مضارع مجزوم ب: (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وهو الياء، وفي فاعله ثلاثة أوجه: أظهرها: أنه المصدر المؤول من {أَنْ لَوْ..}. إلخ. الثاني: أن الفاعل هو ضمير (الله) تعالى، أي: أو لم يبين الله. ويؤيده قراءة من قرأ: «(نهد)» الثالث: أنه ضمير عائد على ما يفهم من سياق الكلام، أي: أو لم يهد ما جرى للأمم السابقة؟! وعلى هذين الوجهين ف {أَنْ} وما في حيزها في تأويل مصدر كما تقدم في محل المفعول، وهذا المصدر مفعول به أيضا على قراءة النون. انتهى باختصار من الجمل نقلا عن السمين. {لِلَّذِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية:{يَرِثُونَ الْأَرْضَ} صلة الموصول. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان ب {يَرِثُونَ،} و {بَعْدِ:} مضاف، و {أَهْلِها:} مضاف إليه، و (ها): في محل جر بالإضافة. {أَنْ:} مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، التقدير: أنه. {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {نَشاءُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، والمفعول محذوف، دل عليه جواب:{لَوْ،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {أَصَبْناهُمْ:} فعل، وفاعل ومفعول به.
{بِذُنُوبِهِمْ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{أَصَبْناهُمْ..}. إلخ جواب {لَوْ} لا محل لها، و {لَوْ} ومدخولها في محل رفع خبر (أن)، و (أن) واسمها المحذوف، وخبرها في تأويل مصدر. انظر الكلام فيه فيما تقدم. {وَنَطْبَعُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، والذين لا يجيزون عطف المضارع على الماضي يقدرون قبلها مبتدأ، التقدير: ونحن نطبع... إلخ، وهو على الاستئناف ويؤيده عطف الجملة الاسمية:{فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} عليها. تأمل، وتدبر وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{تِلْكَ الْقُرى} أي: التي مر ذكرها، وهي قرى قوم نوح، وصالح، وهود، ولوط، وشعيب. وانظر القرية في الآية رقم [٨٨]. {نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها:} نخبرك عنها، وعن أخبار أهلها، وما كان من أمرهم، وأمر رسلهم؛ الذين أرسلوا إليهم. ففيه تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وتحذير لكفار قريش أن يصيبهم مثل ما أصابهم.