للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ تعليل للأمر والنهي، وهي في محل نصب مقول القول. وقيل: هي تعليل ل‍: {قُلْ} نفسه، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (١٠٨)}

الشرح: {وَيَقُولُونَ} أي: الذين، أوتوا العلم. {سُبْحانَ رَبِّنا:} تنزيها له تعالى عن خلف الوعد، أو تعظيما لربنا لإنجازه ما وعد في الكتب المنزلة من بعثة محمد صلّى الله عليه وسلّم. {إِنْ كانَ وَعْدُ..}.

إلخ: إن الحال والشأن وعد ربنا متحقق الوقوع، لا محالة. بعد هذا انظر {الْقَوْلُ} في الآية رقم [١٦] وشرح {رَبُّكُمْ} في الآية رقم [٨] وشرح: {سُبْحانَ} في الآية رقم [١] من سورة (النحل)، وشرح (الوعد) في الآية رقم [٣٣] من سورة (الرعد). وانظر كان في الآية رقم [٣٠].

الإعراب: {وَيَقُولُونَ:} الواو: حرف عطف. (يقولون): مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {سُبْحانَ:} مفعول مطلق فعله محذوف، وهو مضاف، و {رَبِّنا:} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو من إضافته لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا، و (نا): في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {سُبْحانَ:} حرف مشبه بالفعل مخفف من الثقيلة، واسمه ضمير الشأن محذوف. {كانَ:} ماض ناقص. {وَعْدُ:}

اسمها، وهو مضاف، و {رَبِّنا:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، و (نا): في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَمَفْعُولاً:} اللام: هي المزحلقة.

(مفعولا): خبر {كانَ} وجملة: {كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر {سُبْحانَ،} والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَيَقُولُونَ..}. إلخ معطوفة على جملة: {يَخِرُّونَ..}. إلخ. هذا؛ والمعتمد: أنّ (إن) مهملة، واللام هي الفارقة بين النفي، والإثبات.

{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (١٠٩)}

الشرح: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ:} انظر الآية [١٠٧] وكرره لاختلاف الحال، أو السبب، فإن الأول: للشكر عند إنجاز الوعد، والثاني: لما أثر فيهم من مواعظ القرآن حال كونهم باكين من خشية الله. {وَيَزِيدُهُمْ} أي: القرآن. {خُشُوعاً:} خضوعا لله، واستجابة لأمره ونهيه، والخشوع:

سكون الجوارح، وخضوع القلب، واطمئنانه، وهم: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ} وانظر الآية رقم [٢] من سورة (المؤمنون) لتنظر الخشوع في الصلاة. وانظر «زاد، يزيد» في الآية رقم [٤١].

<<  <  ج: ص:  >  >>