للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠)}

الشرح: {وَأَصْبَحَ:} صار، فليست أصبح على بابها من التوقيت في الصباح. وقيل: المراد ألقته ليلا، فأصبح فؤادها في النهار فارغا. والفؤاد: القلب، والجمع: أفئدة، ومعنى {فارِغاً:}

صفرا من العقل؛ لما دهمها من الخوف، والحيرة لمّا سمعت بوقوعه في يد فرعون، كقوله تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ} أي: خلاء لا عقول فيها، ومنه قول حسّان-رضي الله عنه-: [الوافر] ألا أبلغ أبا سفيان عنّي... فأنت مجوّف نخب هواء

وقيل: المعنى: خاليا من ذكر كل شيء في الدنيا إلا من ذكر موسى. وقيل: معناه: ناسيا للوحي الذي أوحاه الله إليها حين أمرها أن تلقيه في اليم بقوله: {وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي،} والعهد الذي عهده إليها أن يرده إليها، ويجعله من المرسلين.

{إِنْ كادَتْ} أي: إنها قاربت. {لَتُبْدِي بِهِ} أي: لتظهر أمره. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: أي: تصيح عند إلقائه في يد فرعون: وا ابناه. {لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها} أي:

بالصبر، والثبات. {لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي: من المصادقين بوعد الله إياها. قال يوسف بن الحسين-رحمه الله تعالى-: أمرت أم موسى بشيئين، ونهيت عن شيئين، وبشرت ببشارتين، فلم ينفعها الكل حتى تولى الله حياطتها، فربط على قلبها. انتهى. نسفي؛ أي: بالصبر، والثبات، وقوة الإيمان، والله يتولى الصالحين. وفيه استعارة تصريحية تبعية؛ لأن الربط هو الشد بالحبل.

الإعراب: {وَأَصْبَحَ:} الواو: حرف عطف. (أصبح): فعل ماض ناقص. {فُؤادُ:} اسم (أصبح)، وهو مضاف، و {أُمِّ} مضاف إليه، و {أُمِّ} مضاف، و {مُوسى} مضاف إليه مجرور... إلخ. {فارِغاً:} خبر: (أصبح)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، وهي من جملة تفسير {نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ}. {إِنْ:} مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها. {كادَتْ:} فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، واسمه ضمير مستتر تقديره: «هي»، يعود إلى {أُمِّ مُوسى}. {لَتُبْدِي:} اللام: هي الفارقة بين النفي والإثبات.

(تبدي): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {أُمِّ مُوسى}. {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب خبر: {كادَتْ،} والجملة الفعلية هذه مستأنفة، لا محل لها. {لَوْلا:} حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط.

{إِنْ:} حرف مصدري ونصب. {رَبَطْنا:} فعل ماض مبني على السكون، وهو في محل نصب ب‍ {إِنْ،} و (نا): فاعله، و {إِنْ} والفعل في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>