{إِنَّ فِي ذلِكَ} أي: فيما ذكر في هذه الآية. {لَآياتٍ:} لدلالات واضحة على قدرة الله تعالى. {لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ:} سماع تفهم واستبصار، وتدبر، واعتبار؛ لأن الحكمة فيما ذكر ظاهرة.
هذا و {مَنامُكُمْ} مصدر ميمي بمعنى النوم، أو هو اسم مكان بمعنى موضعه، أو هو اسم زمان بمعنى زمانه؛ لأن «مفعلا» يصلح لهذا كله. هذا؛ والنوم هو الموتة الصغرى؛ لذا أرشدنا سيد الخلق وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم أن نقول عند القيام من النوم:«سبحان من أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النّشور». والنوم قسمان: نوم العين، ونوم القلب، فنوم العين فترة طبيعية، تعتري الحيوان، وتتعطل حواسه بها، وأما نوم القلب، فهو تعطيل القوى المدركة، والثاني لم يقع من النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن قلبه لا ينام، كما في حديث الصحيحين عنه صلّى الله عليه وسلّم: أنه قال: «إنّ عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي». ورحم الله البوصيري إذ يقول:[البسيط] لا تنكر الوحي من رؤياه إنّ له... قلبا إذا نامت العينان لم ينم
هذا والفعل (يسمع) من الأفعال الصوتية، إن تعلق بالأصوات؛ تعدى إلى مفعول واحد، وإن تعلق بالذوات؛ تعدى إلى اثنين، الثاني منهما جملة فعلية مصدرة بمضارع من الأفعال الصوتية، مثل قولك: سمعت فلانا يقول كذا، وهذا اختيار الفارسي، واختار ابن مالك، ومن تبعه أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حال، إن كان المتقدم معرفة، وصفة إن كان نكرة، مثل قولك: سمعت رجلا يقول كذا.
الإعراب:{وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ:} انظر الآية السابقة فإعراب هذه الجملة مثلها، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر الميمي لفاعله. {بِاللَّيْلِ:} جار ومجرور متعلقان بالمصدر الميمي، وإن علقتهما بمحذوف حال من الكاف؛ فالمعنى لا يأباه. (النهار):
معطوف على الليل. (ابتغاؤكم): معطوف على منامكم، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله. {مِنْ فَضْلِهِ:} متعلقان بالمصدر (ابتغاء) والهاء في محل جر بالإضافة، وانظر إعراب مثل:{إِنَّ فِي ذلِكَ..}. إلخ في الآية رقم [٢١] مفردات، وجملا، والجملة الاسمية:{وَمِنْ آياتِهِ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا.
الشرح:{وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ:} هذا الفعل من: «رأى» البصرية التي تنصب مفعولا واحدا، فلما دخلت عليه همزة التعدية صار:«أرى» وحذفت الهمزة الأصلية منه؛ لأن أصله «أرأى» مثل: «أذهب»، وفي المضارع حذفت منه الهمزتان كما ترى، وهمزة التعدية عدته إلى المفعولين.