للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذكر سالم، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اِتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١١٢)}

الشرح: {الْحَوارِيُّونَ:} انظر الآية السابقة. {يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ:} انظر الآية رقم [٤٦] و [٣/ ٤٥] {يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ:} بمعنى هل يفعل ربك، أو هل يعطيك ربك إن سألته، فاستطاع، وأطاع بمعنى، كاستجاب، وأجاب؛ لأن قولهم هذا لم يكن بعد عن تحقيق، واستحكام معرفة، وقرأ الكسائي: «(هل تستطيع ربك)» والمعنى هل تستطيع سؤال ربك، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. {رَبُّكَ:} انظر سورة الفاتحة والآية [٥/ ٢] {مائِدَةً:} هي في الأصل الخوان الذي يوضع عليه الطعام، فإن لم يكن عليه طعام؛ فليس بمائدة، بل هو خوان. وقال الجمل: هذه المسألة لها نظائر في اللغة، لا يقال للخوان مائدة إلا وعليه الطعام، وإلا فهو خوان. ولا يقال: كأس إلا وفيها خمر، وإلا فهي قدح، ولا يقال: ذنوب، وسجل إلا وفيه ماء، وإلا فهو دلو، ولا يقال: جراب إلا وهو مدبوغ، وإلا فهو إهاب، ولا يقال: قلم إلا وهو مبرى وإلا فهو أنبوب. مأخوذ من: ماد الماء، يميد: إذا تحرك، أو من ماده: إذا أعطاه، كأنها تميد من تقدم إليها. ونظيره قولهم: شجرة مطعمة. {السَّماءِ:} انظر الآية رقم [٢/ ١٩] و [٦/ ٩٩] {قالَ:} انظر القول في الآية رقم [٢/ ٢٦] و [٧/ ٤]. {اِتَّقُوا:} انظر الآية رقم [٣٥]. {اللهَ:}

انظر الاستعاذة. {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ:} بكمال قدرة الله، وصحة نبوتي؛ لأن الإيمان يوجب التقوى، وقيل: المعنى: اتقوا الله في اقتراح هذا السؤال بعد ظهور المعجزات.

الإعراب: {إِذْ:} منصوب بفعل محذوف، تقديره: اذكر، وقيل: هو متعلق ب‍: {قالُوا،} وقيل: متعلق ب‍: {مُسْلِمُونَ،} وجملة: {قالَ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذ) إليها، وانظر إعراب {يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} في الآية رقم [١١٠] وهي في محل نصب مقول القول. {هَلْ:}

حرف استفهام. {يَسْتَطِيعُ:} مضارع. {رَبُّكَ:} فاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، وعلى قراءة الكسائي هو مفعول به، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والمصدر المؤول من: {أَنْ يُنَزِّلَ} في محل نصب مفعول به، وعلى قراءة الكسائي هو في محل نصب مفعول به للمضاف المحذوف الذي رأيت تقديره في الشرح. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بمحذوف صفة: {مائِدَةً}. {قالَ:}

ماض، فاعله يعود إلى: {عِيسَى،} والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، وجملة: {اِتَّقُوا اللهَ} في محل نصب مقول القول، وانظر إعراب: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} في الآية رقم [٥٧]. والجملة الشرطية في محل نصب مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>