للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجادلة، وأفادت {ثُمَّ} معنى استبعاد ذلك منهم بعد أن ثبت أنه سبحانه خالقهم، وخالق أصولهم، ومحييهم، ومميتهم، وباعثهم ليوم لا ريب فيه، فإن من قدر على خلق المواد وجمعها وإبداع الحياة فيها وإبقائها؛ كان أقدر على جمع تلك المواد وإحيائها ثانيا، فالآية الأولى دليل التوحيد، والثانية دليل البعث للحساب والجزاء. انتهى. بيضاوي، وغيره بتصرف.

الإعراب: {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره، وجملة: {خَلَقَكُمْ} صلة الموصول لا محل لها.

{مِنْ طِينٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجوز تعليقهما بمحذوف حال، وذلك على تقدير المضاف الذي رأيته في الشرح، أي: كائنا من طين، وجملة: {قَضى أَجَلاً} معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها. {وَأَجَلٌ:} مبتدأ. {مُسَمًّى} صفته مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها، وهذه الصفة هي التي جوزت الابتداء بالنكرة. هذا؛ وجوز اعتبار (أجل) خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: وهو (أجل)، {عِنْدَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ على الأول، ومتعلق ب‍: {مُسَمًّى} على الاعتبار الثاني، والجملة الاسمية معطوفة على الوجهين على الجملة الاسمية السابقة لا محل لها مثلها، الأولى بالاستئناف، والثانية بالإتباع. {أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة: {تَمْتَرُونَ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (٣)}

الشرح: {فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ:} انظر الآية رقم [١]. {سِرَّكُمْ} أي: ما تسرون وتخفون من أعمال، أو ما تضمرونه في قلوبكم. {وَجَهْرَكُمْ} أي: ما تجهرون به وتظهرونه للناس من أعمال. {ما تَكْسِبُونَ:} من خير أو شر، فيثيب على الخير، ويعاقب على الشر.

قال البيضاوي: ولعله أريد بالسر والجهر ما يخفى، وما يظهر من أحوال الأنفس، وبالمكتسب أعمال الجوارح، ولا تنس: أن {يَعْلَمُ} بمعنى يعرف فلذا اكتفى بمفعول واحد.

وانظر العلم والمعرفة في الآية رقم [٦١] (الأنفال).

الإعراب: {وَهُوَ اللهُ:} مبتدأ وخبر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بلفظ الجلالة بتأويله بمشتق، أي: المعبود، أو المستحق للعبادة، وقيل: متعلقان بالفعل بعدهما، والأول أرجح عندي، والجملة الفعلية: {يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ:} في محل رفع خبر ثان للمبتدإ، ويجوز اعتبارها في محل نصب حال من الضمير المستتر في متعلق الجار والمجرور، وقيل: هي مستأنفة. ولا وجه له، وجملة: {يَعْلَمُ..}. إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>