للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: أوتيه رسل الله. وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بإضافة {مِثْلَ} إليه، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {لَنْ نُؤْمِنَ..}.

إلخ في محل نصب مقول القول. {اللهُ أَعْلَمُ:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {حَيْثُ:} مفعول به لفعل محذوف، تقديره: يعلم. {يَجْعَلُ:} مضارع، وفاعله يعود إلى {اللهِ}. {رِسالَتَهُ:} مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وعلى القراءة الثانية:

«(رسالاته)» علامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {يَجْعَلُ رِسالَتَهُ} في محل جر بإضافة {حَيْثُ} إليها، وجملة: «يعلم حيث...» إلخ المقدرة هي بمنزلة البدل من: {أَعْلَمُ}. {سَيُصِيبُ:} السين: حرف استقبال.

(يصيب): مضارع. {الَّذِينَ:} مفعول به، وجملة: {أَجْرَمُوا} صلته لا محل لها. {صَغارٌ:}

فاعل. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {صَغارٌ،} أو بمحذوف صفة له، و {عِنْدَ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {وَعَذابٌ:} معطوف على {صَغارٌ}. {شَدِيدٌ:} صفته. {بِما:}

متعلقان بالفعل (يصيب) و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: «بما كانوا يمكرونه» وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في مجل جر بالباء، التقدير: «بسبب مكرهم». {كانُوا:} ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة: {يَمْكُرُونَ} في محل نصب خبر {كانُوا}.

{فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (١٢٥)}

الشرح: {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ:} يعرفه طريق الحق، ويوفقه للإيمان. {يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ:} يقال شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه لقبول الإيمان، والخير، فوسع، وذلك أن الإنسان إذا اعتقد في عمل من الأعمال: أن نفعه زائد، وخيره راجح، وربحه ظاهر، مال بطبعه إليه، وقويت رغبته فيه، فتسمى هذه الحال: سعة النفس، وانشراح الصدر، فيتسع حينئذ صدره للخبر، ويفسح فيه مجاله. وهذا كله كناية عن جعل النفس قابلة للحق، مهيأة لحلوله فيها، معرضة عما يمنعه، وينافيه. وإليه أشار النبي صلّى الله عليه وسلّم حين سئل عنه، فقال: «نور يقذفه الله في قلب المؤمن، فينشرح له، وينفسح». فقالوا: هل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «نعم: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله». أسنده الطبري عن ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>