الشرح: قال الله لإبليس: اخرج من الجنة، أو من السموات، أو من زمر الملائكة. {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ:} مطرود من رحمتي، ومرجوم باللعن، والطرد عن الخير، وهذا على أنه بمعنى:
مفعول. وقيل: هو فعيل بمعنى: فاعل؛ أي: يرجم غيره بالوسوسة والإغواء، وما أجدرك أن تنظر القول في الآية رقم [١٨] من سورة (هود) عليه السّلام.
الإعراب:{قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى «الله». {فَاخْرُجْ:} الفاء: زائدة لتحسين اللفظ، أو هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، التقدير: وحيثما حصل منك العصيان، والتكبر؛ فاخرج، وهذا أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {مِنْها:} متعلقان به، والجملة الفعلية لا محل لها بمفردها، إن كانت جوابا للشرط، ثمّ الشرط المقدر، ومدخوله في محل نصب مقول القول. وأيضا الجملة بمفردها في محل نصب مقول القول على اعتبار الفاء زائدة.
{فَإِنَّكَ:} الفاء: حرف تعليل. (إنك): حرف مشبه بالفعل، {رَجِيمٌ:} خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محل لها، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ}. قيل: إن أهل السموات يلعنون إبليس، كما يلعنه أهل الأرض، فهو ملعون في السموات والأرض. هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (ص): {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي}. {إِلى يَوْمِ الدِّينِ:} يوم الحساب والجزاء، وانظر الآية رقم [٤٠] من سورة (يوسف) عليه السّلام. وإنما حدّ سبحانه لعن إبليس إلى يوم الدين؛ لأنه أبعد غاية يضربها للناس؛ ثم لا ينتهي لعنه له، بل يزاد فوق اللعن العذاب الشديد الدائم الذي لا انقطاع له، فيصير اللعن لا قيمة له، وكأنه زائل بجانب ذلك، وانظر اللعن في الآية رقم [٢٥] من سورة (الرعد).
الإعراب:{وَإِنَّ:} الواو: حرف عطف. (إن): حرف مشبه بالفعل. {عَلَيْكَ:} متعلقان بمحذوف خبر (إنّ) مقدم، والتقديم يفيد الحصر، والاختصاص. {اللَّعْنَةَ:} اسمها مؤخر.
{إِلى يَوْمِ:} متعلقان ب: {اللَّعْنَةَ؛} لأنها مصدر، و {يَوْمِ:} مضاف، و {الدِّينِ:} مضاف إليه... إلخ. هذا؛ وأجيز تعلق الجار والمجرور بمحذوف حال من {اللَّعْنَةَ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.