للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الشرطية مذكورة في سورة (فصلت) برقم [٤٦]. هذا؛ ولا تنس الطباق بين الجملتين الاسميتين المتعاطفتين.

الإعراب: {مَنْ:} اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {عَمِلَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى {مَنْ،} تقديره: «هو».

{صالِحاً:} صفة لمفعول به محذوف، أو لمفعول مطلق محذوف؛ إذ التقدير: عمل عملا صالحا.

{فَلِنَفْسِهِ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لنفسه): جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، التقدير: فعمل لنفسه، أو هما متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فعمله لنفسه، وهو قول ابن هشام في المغني، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة سواء أكانت فعلية، أم اسمية: في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو {مَنْ} مختلف فيه، فقيل:

هو جملة الشرط. وقيل: هو جملة الجواب. وقيل: هو الجملتان، وهو المرجّح لدى المعاصرين. هذا؛ وإن اعتبرت {مَنْ} اسما موصولا؛ فجملة: {عَمِلَ صالِحاً} صلته، والجملة الثانية خبره، ودخلت الفاء في الخبر؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة الاسمية على الاعتبارين مستأنفة، لا محل لها، وجملة: {وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها} معطوفة عليها، وإعرابها مثلها بلا فارق. {ثُمَّ:} حرف عطف. {إِلى رَبِّكُمْ:} متعلقان بما بعدهما، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {تُرْجَعُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثله.

{وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦)}

الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ:} أعطيناهم، ومنحناهم. {الْكِتابَ:} التوراة. {وَالْحُكْمَ} أي: الحكمة، وهي ما تكمل به نفوسهم من المعارف والأحكام والأخلاق. وقال أبو بكر بن دريد: كل كلمة وعظتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح فهي حكمة. وقيل: الحكم:

الفهم في الكتاب. وقيل: الفصل في الحكومات؛ لأنهم كانوا ملوكا. {وَالنُّبُوَّةَ:} الرسالة؛ إذ كثر فيهم الأنبياء ما لم يكثر في غيرهم، والنبوة: ما يمنحه الله للأنبياء، والمرسلين من العلوم، والمعارف، والفيوضات الإلهية. مأخوذة من: النبأة، وهي الارتفاع، والظهور، أو من: النبأ، وهو الخبر؛ لأنّ النبي يخبر عن ربه ما يوحي إليه من الشرائع، والأحكام. {وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ} أي: الحلالات من الأقوات والثمار والأطعمة؛ التي كانت في بلاد الشام. وقيل: يعني به:

المنّ والسلوى في التيه. هذا؛ والطيبات: ما يستلذ من المباحات. وقيل: الحلال الصافي القوام، فالحلال: ما لا يعصى الله فيه، والصافي: ما لا ينسى الله فيه، والقوام: ما يمسك

<<  <  ج: ص:  >  >>