الشرح:{قالَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {الْمَلَأُ:} انظر الآية رقم [٦٠].
{قَوْمِهِ:} انظر الآية رقم [٣٢]. {يا شُعَيْبُ:} انظر الآية رقم [٨٥]. {قَرْيَتِنا:} المراد بها مدينة مدين، وبينها وبين مصر ثمانية مراحل، وسميت باسم الذي بناها، وهو مدين بن إبراهيم، عليه الصلاة والسّلام. هذا؛ والقرية في الأصل: اسم للمكان الذي يجتمع فيه القوم، وهو يطلق على الضيعة الصغيرة، وعلى المدينة الكبيرة، كيف لا؟ وقد جعل الله مكة المكرمة، كما رأيت في الآية رقم [٦/ ٩٢] أم القرى. هذا؛ وفي القاموس المحيط: القرية بكسر القاف وفتحها، والنسبة إليها: قروي وقريي. {مِلَّتِنا:} ديننا، وطريقتنا، وهي بكسر الميم، وهي بفتح الميم: الرماد الحار. {أَوَلَوْ:} انظر الآية رقم [٦٥]. {أَوَلَوْ كُنّا كارِهِينَ} أي: ألم نكن كارهين لملتكم وطريقتكم، فكيف نعود فيها مع كراهتنا وبغضنا لها؟! أو: كيف تعيدوننا إليها في حال كراهتنا لها؟!
المعنى للآية: قال الأشراف في الدنيا الذين تكبروا عن الإيمان لشعيب-عليه الصلاة والسّلام-: أنت ومن معك من المؤمنين بك بين أمرين: إما الخروج من بلدتنا، والجلاء عنها، وإما الرجوع إلى طريقتنا وملتنا، فأجابهم بقوله: ألم نكن كارهين لملتكم... إلخ، وشعيب لم يكن في ملتهم قط؛ لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الكفر في جميع أدوار حياتهم، لكن غلبوا الجماعة على الواحد، فخوطب هو وقومه بخطابهم، وعلى ذلك أجري الجواب قوله:{أَوَلَوْ كُنّا كارِهِينَ}. هذا؛ وبعضهم يقول: إن المعنى: لتصيرن في ملتنا. وعليه لا تغليب، ولا إشكال، ومنه قول الشاعر:[الطويل]
فإن تكن الأيّام أحسنّ مدة... إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب
أراد: فقد صارت لهن ذنوب، ولم يرد: أن ذنوبا كانت لهن قبل الإحسان.
الإعراب:{قالَ الْمَلَأُ:} فعل، وفاعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة: {الْمَلَأُ}. {اِسْتَكْبَرُوا:} فعل، وفاعل والألف للتفريق. وانظر إعراب:{قالُوا} في الآية رقم [٥] والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {مِنْ قَوْمِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، و (من) بيان لما أبهم في {الَّذِينَ} والهاء ضمير في محل جر بالإضافة.
{لَنُخْرِجَنَّكَ:} مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل مستتر تقديره:
«نحن»، والكاف مفعول به، واللام واقعة في جواب قسم محذوف، التقدير: و (الله) ونحوه.