للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرجوح المشهور. {لَمْ يَجِدْهُ:} مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ} والفاعل يعود إلى الظمان، والهاء مفعول به أول. {شَيْئاً:} مفعول به ثان على اعتباره بمعنى: ماء، أو هو مفعول مطلق على اعتباره مصدرا بمعنى وجدانا، والجملة الفعلية جواب {إِذا} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف بعد {حَتّى} لا محل له.

وقال الجمل: غاية لمحذوف، تقديره: ويقصده، ولا يزال جائيا إليه، حتى إذا جاءه... إلخ، وهذا يؤيد رأي الأخفش الذي يعتبر «حتى» في مثل ذلك جارة ل‍: «إذا». (وجد):

ماض. {اللهَ:} مفعول به، والفاعل يعود إلى {الظَّمْآنُ}. {عِنْدَهُ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، أو هو متعلق بمحذوف مفعول ثان ل‍: (وجد)، وجملة:

{وَوَجَدَ..}. إلخ معطوفة على جملة محذوفة مدلول عليها بالمذكورة؛ إذ التقدير: لم يجد عمله الذي رجا ثوابه. {فَوَفّاهُ:} الفاء: حرف عطف. (وفّاه): ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله)، والهاء مفعول به أول. {حِسابَهُ:} مفعول به ثان، و (الهاء) في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَاللهُ:} الواو:

حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {سَرِيعُ:} خبره، وهو مضاف، و {الْحِسابِ} مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها؛ إذ التقدير: سريع حسابه، والجملة الاسمية: {وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وفحوى الآية معطوف على فحوى قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ..}. إلخ.

{أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (٤٠)}

الشرح: {أَوْ كَظُلُماتٍ..}. إلخ: هذا مثل آخر ضربه الله تعالى للكفار، أي: أعمالهم كسراب بقيعة، أو كظلمات. قال الزجاج: إن شئت مثّل بالسراب، وإن شئت مثّل بالظلمات، ف‍: {أَوْ} للإباحة حسبما تقدم من القول في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ..}. الآية رقم [١٩] من سورة (البقرة). وقال الجرجاني: الآية الأولى في ذكر أعمال الكفار، والثانية في ذكر كفرهم، ونسق الكفر على أعمالهم؛ لأنه أيضا من أعمالهم، وقد قال تعالى: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} الآية رقم [٢٥٧] من سورة (البقرة) أي: من الكفر إلى الإيمان. وقال أبو علي الفارسي: التقدير: كذي ظلمات، ودل على هذا المضاف قوله تعالى: {إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ..}. إلخ فالضمير يعود إلى المضاف المحذوف. قال القشيري: فعند الزجاج التمثيل وقع لأعمال الكفار.

وعند الجرجاني لكفر الكافر. وعند أبي علي للكافر نفسه. وقال ابن عباس: هذا مثل قلب الكافر. انتهى. قرطبي. رحم الله الجميع رحمة واسعة، وأدخلنا معهم جنته! وقال الخازن:

<<  <  ج: ص:  >  >>