المرجوح المشهور. {لَمْ يَجِدْهُ:} مضارع مجزوم ب: {لَمْ} والفاعل يعود إلى الظمان، والهاء مفعول به أول. {شَيْئاً:} مفعول به ثان على اعتباره بمعنى: ماء، أو هو مفعول مطلق على اعتباره مصدرا بمعنى وجدانا، والجملة الفعلية جواب {إِذا} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف بعد {حَتّى} لا محل له.
وقال الجمل: غاية لمحذوف، تقديره: ويقصده، ولا يزال جائيا إليه، حتى إذا جاءه... إلخ، وهذا يؤيد رأي الأخفش الذي يعتبر «حتى» في مثل ذلك جارة ل: «إذا». (وجد):
ماض. {اللهَ:} مفعول به، والفاعل يعود إلى {الظَّمْآنُ}. {عِنْدَهُ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، أو هو متعلق بمحذوف مفعول ثان ل:(وجد)، وجملة:
{وَوَجَدَ..}. إلخ معطوفة على جملة محذوفة مدلول عليها بالمذكورة؛ إذ التقدير: لم يجد عمله الذي رجا ثوابه. {فَوَفّاهُ:} الفاء: حرف عطف. (وفّاه): ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله)، والهاء مفعول به أول. {حِسابَهُ:} مفعول به ثان، و (الهاء) في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {وَاللهُ:} الواو:
حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {سَرِيعُ:} خبره، وهو مضاف، و {الْحِسابِ} مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها؛ إذ التقدير: سريع حسابه، والجملة الاسمية:{وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وفحوى الآية معطوف على فحوى قوله تعالى:{مَثَلُ نُورِهِ..}. إلخ.
الشرح:{أَوْ كَظُلُماتٍ..}. إلخ: هذا مثل آخر ضربه الله تعالى للكفار، أي: أعمالهم كسراب بقيعة، أو كظلمات. قال الزجاج: إن شئت مثّل بالسراب، وإن شئت مثّل بالظلمات، ف:{أَوْ} للإباحة حسبما تقدم من القول في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ..}. الآية رقم [١٩] من سورة (البقرة). وقال الجرجاني: الآية الأولى في ذكر أعمال الكفار، والثانية في ذكر كفرهم، ونسق الكفر على أعمالهم؛ لأنه أيضا من أعمالهم، وقد قال تعالى:{يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} الآية رقم [٢٥٧] من سورة (البقرة) أي: من الكفر إلى الإيمان. وقال أبو علي الفارسي: التقدير: كذي ظلمات، ودل على هذا المضاف قوله تعالى:{إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ..}. إلخ فالضمير يعود إلى المضاف المحذوف. قال القشيري: فعند الزجاج التمثيل وقع لأعمال الكفار.
وعند الجرجاني لكفر الكافر. وعند أبي علي للكافر نفسه. وقال ابن عباس: هذا مثل قلب الكافر. انتهى. قرطبي. رحم الله الجميع رحمة واسعة، وأدخلنا معهم جنته! وقال الخازن: