للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضمر المفهوم من الفعل المتقدم، وإنما أحوج سيبويه إلى هذا؛ لأن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، لا يجوز إلا في مواضع محصورة، وليس هذا منها. {فَاللهُ}: الفاء: هي الفصيحة، انظر الشرح. (الله): مبتدأ. {خَيْرٌ}: خبره، {حافِظاً}: تمييز، وقيل: حال من لفظ الجلالة، ولا تجوز الحالية على قراءة «(حفظا)»، وعلى قراءة الجر ف‍ {خَيْرٌ}: مضاف، و {حافِظاً}: مضاف إليه، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم، انظر تقديره في الشرح، والجملة الاسمية: {وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ} معطوفة على ما قبلها لا محل لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من الضمير المستتر ب‍ {حافِظاً} فلست مفندا.

{وَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥)}

الشرح: {وَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ} أي: أوعيتهم ورحالهم. {وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ}: وجدوا ثمن الطعام الذي دفعوه ليوسف عليه السّلام قد دس في رحالهم. {رُدَّتْ إِلَيْهِمْ}: قرئ بكسر الراء وضمها. {قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي}: ماذا نطلب وماذا نريد؟! أي: أي شيء نريد من ملك مصر فوق هذا الإحسان وهذا الإكرام، فقد أحسن مثوانا، وباعنا، ورد علينا ثمن الطعام الذي أعطيناه له؟! أو المعنى: {ما نَبْغِي} من البغي وتجاوز الحد، أي: لا نكذب ولا نتجاوز الحد في وصف الملك. {هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا}: هذه أثمان الطعام الذي أتينا به من ملك مصر قد رد إلينا بكامله، فهل بعد هذا الإحسان إحسان؟! {وَنَمِيرُ أَهْلَنا} أي: نجلب الطعام لأهلنا، إن أرسلت معنا بنيامين إلى الملك ليتحقق من صحة قولنا، وقرئ بضم النون، بمعنى: نعين أهلنا على الميرة. {وَنَحْفَظُ أَخانا} أي: من المكاره والمخاوف في ذهابنا، وإيابنا حتى نرده إليك سالما غانما. {وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} أي: حمل جمل لأخينا إن ذهب معنا؛ لأن الملك لا يعطي الرجل أكثر من حمل جمل واحد. {ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ} أي: إن ما أتينا به من الطعام لا يكفينا لأنه قليل، أو المعنى إن حمل جمل ل‍ «بنيامين» شيء قليل، وهين على الملك لا يضايقه، فهو يعطينا إياه بسهولة ويسر، هذا؛ والبعير يشمل الجمل والناقة كالإنسان للرجل والمرأة، وإنما يسمى بعيرا إذا بزل نابه، أي: ظهر، ويجمع على أبعرة، وبعران، وجمع الجمع: أباعر وأباعير.

الإعراب: {وَلَمّا}: الواو: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [٥٩] {فَتَحُوا}: ماض مبني على الضم؛ لاتصاله بواو الجماعة؛ التي هي فاعله، والألف للتفريق، هذا هو الإعراب المتعارف عليه في مثل هذه الكلمة، والإعراب الحقيقي أن تقول: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالضم الذي جيء به لمناسبة الواو، ويقال اختصارا:

<<  <  ج: ص:  >  >>