للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قالُوا:} فعل ماض وفاعله، والألف للتفريق. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا) اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. وجملة: {قالُوا..}. إلخ جواب: {إِذا} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها صلة الموصول. {إِنّا:} مثل سابقتها. {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {راجِعُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {وَإِنّا إِلَيْهِ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهو في محل نصب مقول القول مثلها.

{أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)}

الشرح: {أُولئِكَ:} الإشارة ل‍ {الصّابِرِينَ} الذين تقدّم ذكرهم. {صَلَواتٌ:} مغفرة، ورحمة، وجمعها للتنبيه على كثرتها، وتنوعها. {وَرَحْمَةٌ:} كرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا، وإشباعا. كما قال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ} وفي الكشاف:

والصلاة: الحنو، والتعطف، فوضعت موضع الرأفة. وجمع بينها وبين الرحمة، كقوله تعالى:

{رَأْفَةً وَرَحْمَةً} و «رؤف رحيم» والمعنى: عليهم رأفة بعد رأفة، ورحمة بعد رحمة. وانظر الصّلاة في الآية رقم [٤٣].

هذا؛ وروي عن عمر-رضي الله عنه-: أنه قال: ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم: الأولى: أنّها لم تكن في ديني، الثّانية: أنها لم تكن أعظم ممّا كانت. الثّالثة: أنّ الله تعالى يجازي عليها الجزاء الكبير، ثم تلا الآية الكريمة: {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ..}. إلخ.

وعنه-رضي الله عنه-قال: نعم العدلان، ونعمت العلاوة، أراد بالعدلين: الصّلاة، والرحمة، وبالعلاوة: الاهتداء. والعلاوة: ما توضع بين العدلين، وفوق حمل الجمل، وهي زيادة في الحمل، فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم، وزيدوا أيضا التوفيق إلى العمل الصّالح، والسير على الصّراط المستقيم، وإلى تسهيل المصائب، وتخفيف الحزن عند وقوعها. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {صَلَواتٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول. هذا؛ وإن اعتبرت الجار والمجرور متعلقين بمحذوف خبر: {أُولئِكَ} فيكون: {صَلَواتٌ} فاعلا بمتعلق الجار والمجرور؛ إذ التقدير:

أولئك ثابت عليهم صلوات، وعلى كلّ فالجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبر:

{الَّذِينَ} في الآية السابقة على وجه مرّ ذكره، أو هي مستأنفة لا محل لها. {وَرَحْمَةٌ:} معطوف على: {صَلَواتٌ}. ومتعلقه محذوف لدلالة ما قبله عليه. ({أُولئِكَ}): مبتدأ مثل سابقه. {هُمُ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>