{أَنْتَ الْوَهّابُ} ومع هذا كله فقد أعفاه الله من مسؤولية ما أعطاه، فقال له: {هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ}.
الإعراب: {وَمِنَ:} الواو: حرف عطف. (من الشياطين): متعلقان بفعل محذوف، التقدير: وسخرنا من الشياطين، أو هما متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنَ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به على التقدير الأول، أو في محل رفع مبتدأ مؤخر على التقدير الثاني، وقد روعي معناها بإرجاع الضمير عليها جمعا، وجملة:
{يَغُوصُونَ لَهُ} صلة {مِنَ} أو صفة له، والعائد، أو الرابط: واو الجماعة، وجملة {وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً} معطوفة عليها على الوجهين المعتبرين فيها. {دُونَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة {عَمَلاً،} و {دُونَ} مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والكلام: {وَمِنَ الشَّياطِينِ..}. إلخ معطوف على ما قبله، وإعراب {وَكُنّا لَهُمْ حافِظِينَ} مثل إعراب: {وَكُنّا بِكُلِّ شَيْءٍ..}. إلخ إفرادا وجملا.
{وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ (٨٣)}
الشرح: {وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ} أي: اذكر أيوب النبي الصابر على البلاء وقت نادى ربه.
{أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} أي: أصابني البلاء، ف (الضرّ) بفتح الضاد شائع في كل ضرر، ومصيبة، وبضم الضاد خاص بما في النفس كمرض، وهزال، وقد نظم بعضهم الفرق بينهما، كما أورد معاني أخر لهما، فقال: [الرجز]
وضدّ نفع قيل فيه ضرّ... وجود ضرّة لعرس ضرّ
وسوء حال المرء ذاك ضرّ... كذا هزال مرض أو كبر
وانظر ما ذكرته في سورة (الحج) رقم [١٣] نقلا من القاموس المحيط.
{وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ:} وصف ربه بغاية الرحمة بعد ما ذكر نفسه بما يوجبها، واكتفى بذلك عن عرض المطلوب لفظا في السؤال.
وأيوب-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-كان روميا من ولد عيصو بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام، وزوجته اسمها: رحمة بنت إفراثيم بن يوسف الصديق بن يعقوب.
قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: سمي أيوب؛ لأنه آب إلى الله في كلّ حال، هذا؛ وروي: أنه كان ذا مال عظيم، وكان تقيا برّا رحيما بالمساكين، يكفل الأيتام، والأرامل، ويكرم