للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوّب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {تَبَيَّنَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير يعود إلى الإحياء، التقدير:

فلمّا تبيّن له ذلك، وانظر ما يأتي. {لَهُ:} متعلقان بالفعل {تَبَيَّنَ،} والجملة الفعلية لا محلّ لها على اعتبار (لمّا) حرفا، وفي محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى عزير. {أَعْلَمُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: أنا. {أَنَّ:}

حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب‍ {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه.

{قَدِيرٌ:} خبر {أَنَّ،} و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي {أَعْلَمُ..}. إلخ في محلّ نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب (لمّا) لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. وقال الجمل: معطوف على مقدر يستدعيه المقام، كأنّه قيل: فأنشزها الله تعالى، وكساها لحما، فنظر إليها، فتبيّن له كيفية الإحياء، فلمّا تبين له ذلك؛ قال... إلخ، وهذا كما ترى حلّ معنى، بعد هذا؛ قال الزمخشري -رحمه الله تعالى-: اعتبر الكلام من باب التنازع، حيث قال: وفاعل {تَبَيَّنَ} مضمر، تقديره: فلمّا تبين له: أن الله على كل شيء قدير؛ قال: أعلم أنّ الله على كل شيء قدير. فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، كما في قولهم: ضربني، وضربت زيدا، وشرحه: أن الفعل {تَبَيَّنَ} يطلب فاعلا، و {أَعْلَمُ} يطلب مفعولا، وكلاهما تنازعا المصدر المؤول، ويصلح أن يكون فاعلا ل‍: {تَبَيَّنَ} ومفعولا ل‍ {أَعْلَمُ،} وعبارة السمين: وفي فاعل {تَبَيَّنَ} قولان: أحدهما مضمر يفسره سياق الكلام، تقديره: فلمّا تبين له كيفية الإحياء، التي استغربها، وقدّره الزمخشري: فلمّا تبين له ما أشكل عليه؛ يعني: من أمر الإحياء، والأول أولى؛ لأن قوة الكلام تدلّ عليه بخلاف الثاني، والثاني-وبه بدأ الزمخشري-: أن تكون المسألة من باب التنازع، وشرحها ما قدّمته، والله وليّ التوفيق، ولم يرتض ابن هشام هذا التّنازع، فقد قال: الصّواب: أنّ فاعل {تَبَيَّنَ} ضمير مستتر، إمّا للمصدر، أي: فلمّا تبين له تبين، أو لشيء دلّ عليه الكلام؛ أي: فلمّا تبيّن له الأمر، أو: ما أشكل عليه.

{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اِجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ اُدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاِعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠)}

الشرح: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى:} اختلفوا في سبب هذا السّؤال من إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-فقيل: إنّه مرّ على دابّة ميتة، وهي جيفة

<<  <  ج: ص:  >  >>