للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعوله الأول، وهو معلق عن الثاني، والثالث لفظا بسبب الاستفهام. {ماذا:} (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (ذا): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره. {خَلْقُ:} فعل ماض.

{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: ما الذي خلقه الذين، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني والثالث. هذا؛ وأجيز اعتبار (ما) مفعولا مقدما ل‍: {خَلْقُ} و (ذا) زائدة، كما أجيز اعتبار {ماذا} اسما مركبا مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ، خبره الجملة الفعلية بعده، أو في محل نصب مفعولا به مقدما للفعل {خَلْقُ،} وعليه فالجملة الفعلية في محل نصب سدت مسد المفعولين؛ وأجاز مكي اعتبار (ما) اسما موصولا بمعنى: الذي في محل نصب مفعول به ل‍: (أروني)، واعتبار: (ذا) زائدة، والجملة الفعلية صلة (ما)، والعائد محذوف، التقدير: فأروني الأشياء التي خلقها الذين من دونه، وهو قول ضعيف تفرد به -رحمه الله تعالى-. {مِنْ دُونِهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {بَلِ:} حرف إضراب، وانتقال. {الظّالِمُونَ:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ. {فِي ضَلالٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.

{مُبِينٍ:} صفة {ضَلالٍ}. والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وجملة: {فَأَرُونِي..}. إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة في الفاء.

{وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اُشْكُرْ لِلّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢)}

الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ:} هو ابن باعوراء بن ناحور، بن تارح، وهو آزر أبو إبراهيم، كذا نسبه محمد بن إسحاق. وقيل: هو لقمان بن عنقاء، بن سرون، وكان نوبيا من أهل أيلة.

ذكره السهيلي. وقال وهب: هو ابن أخت أيوب النبي. وقال مقاتل: ذكر: أنه كان ابن خالة أيوب، وقال الزمخشري. هو لقمان بن باعوراء ابن أخت أيوب، أو ابن خالته. وقيل: كان من أولاد آزر، عاش ألف سنة، وأدركه داود عليه الصلاة والسّلام، وأخذ عنه العلم، وكان يفتي قبل مبعث داود، فلما بعث قطع الفتوى، فقيل له: لم تركت الفتوى؟ فقال: ألا أكتفي إذ كفيت.

وقال الواقدي: كان قاضيا في بني إسرائيل، وأكثر الأقاويل: أنه كان حكيما، ولم يكن نبيا.

وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: لقمان لم يكن نبيا، ولا ملكا، ولكن كان راعيا أسود، فرزقه الله العتق، ورضي قوله، ووصيته، فقص أمره في القرآن؛ لتمسكوا بوصيته.

وقال عكرمة، والشعبي: كان نبيا. وقيل: خيّر بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. وعن ابن المسيب: كان أسود من سودان مصر خياطا. وعن مجاهد: كان عبدا أسود غليظ الشفتين،

<<  <  ج: ص:  >  >>