ثان. {كَسَبَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى {نَفْسٍ} والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو: شيئا كسبته، وإن اعتبرت ({ما}) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به ثان، التقدير: توفى كلّ نفس كسبها، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{تُرْجَعُونَ..}. إلخ فهي في محل نصب مثلها.
{وَهُمْ:} الواو: واو الحال. ({هُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{لا:} نافية. {يُظْلَمُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {كُلُّ نَفْسٍ،} وجمع الضمير لعوده على {كُلُّ،} والرابط: الواو والضمير، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح: لمّا ذكر الله تعالى الربا، وبيّن ما فيه من قبح وشناعة؛ لأنّه زيادة مقتطعة من عرق المدين، ولحمه، وهو كسب خبيث يمقته الإسلام، ويحرمه؛ أعقبه بذكر القرض الحسن بلا فائدة. وذكر الأحكام الخاصة بالدّين، والتّجارة والرّهن، وكلّها طريقة شريفة لتنمية المال، وزيادته بما فيه صلاح الفرد، والمجتمع.
وآية الدين أطول آيات القرآن على الإطلاق مما يدلّ على عناية الإسلام بالنّظم الاقتصادية، وقد قال ابن جرير الطّبري عن سعيد بن المسيب: أنه بلغه: أن أحدث القرآن بالعرش آية الدّين.