للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {اللهُ:} مبتدأ. {يَبْدَؤُا:} فعل مضارع. والفاعل يعود إلى: {اللهُ} تقديره:

«هو»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{الْخَلْقَ:} مفعول به. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يُعِيدُهُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله أيضا، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {ثُمَّ:} حرف عطف. {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما.

{تُرْجَعُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا مثلها.

{وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢)}

الشرح: {يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ:} يسكتون متحيرين، يقال: ناظرته، فأبلس: إذا سكت، وأيس من أن يحتج. وفي سورة (الأنعام) قوله تعالى: {حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ} أي: آيسون من كل خير ورحمة. وقال الفراء: المبلس: اليائس المنقطع رجاؤه، وذلك يقال لمن يسكت عند انقطاع حجته، ولا يكون له جواب: قد أبلس. وقال الزجاج: المبلس:

الساكت، المنقطع في حجته، اليائس من أن يهتدي إليها.

أقول: سمي إبليس من هذا؛ لأنه أفلس من رحمة الله، وانقطع رجاؤه من سعة فضل الله. بعد هذا خذ ما رواه عقبة بن عامر-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحبّ، وهو مقيم على معصيته، فذلك منه تعالى استدراج». ثم تلا قوله تعالى في سورة (الأنعام) الآية [٤٤]: {فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ} ذكره البغوي بغير سند، وأسنده الطبري، وانظر الآية رقم [٤٩] الآتية.

هذا والمراد ب‍: {الْمُجْرِمُونَ} الكافرون، والتعبير عن الكافرين بالمجرمين، والظالمين، والمعتدين، والفاسقين، والمسرفين كثير في القرآن الكريم، ويتهددهم بالعذاب الأليم، ويتوعدهم بالعقاب الشديد، وإننا نجد الكثير من المسلمين يتصفون بهذه الصفات؛ فهل يوجه إليهم هذا التهديد، وهذا الوعيد؟ الحق أقول: نعم يتوجه إليهم ما ذكر، وهم أحق بذلك، ولا سيما من قرأ القرآن منهم، واطّلع على أحوال الأمم السابقة، وما جرى لهم مع رسلهم، وكيف نكل الله بهم، وجعلهم عبرة للمعتبرين، وما يتذكر إلا أولو الألباب.

الإعراب: {وَيَوْمَ:} الواو: حرف استئناف. (يوم): ظرف زمان متعلق بالفعل {يُبْلِسُ}.

{تَقُومُ:} فعل مضارع. {السّاعَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (يوم) إليها.

{يُبْلِسُ:} فعل مضارع. {الْمُجْرِمُونَ:} فاعله. هذا؛ وقرئ شاذا ببناء الفعل للمجهول، وهذا بعيد؛ لأن «أبلس» لم يستعمل متعديا، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه،

<<  <  ج: ص:  >  >>