الإعراب:({قالَ}): فعل ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة:{لا يَعْلَمُونَ} مع المفعول المحذوف صلة الموصول لا محل لها، وجملة:({قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}): مستأنفة لا محل لها؛ لأنّ الكلام مستأنف لحكاية نوع آخر من قبائح اليهود، والنّصارى. {لَوْلا:} حرف تحضيض. {يُكَلِّمُنَا:} فعل مضارع، و (نا) مفعوله. {اللهُ:}
فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {أَوْ:} حرف عطف. {تَأْتِينا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، و (نا) مفعول به. {آيَةٌ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.
{كَذلِكَ:} الكاف حرف تشبيه وجر. (وذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير:
قال الذين من قبلهم قولا كائنا مثل قولهم، أو مثل ذلك القول، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {مِنْ قَبْلِهِمْ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، {مِثْلَ:} مفعول به ل {قالَ،} وهي قائمة مقام كلام كثير، كما رأيت في الشرح، فلذا صح أن تكون مفعول به ل {قالَ؛} لأنها لا تنصب إلا الجمل، أو ما يقوم مقامها. و {مِثْلَ:} مضاف، و {قَوْلِهِمْ:} مضاف إليه. والهاء: في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، {تَشابَهَتْ:}
فعل ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له. {قُلُوبُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المجرور محلاّ بالإضافة، والرابط الضمير فقط، وهي على تقدير «قد» قبلها. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {بَيَّنَّا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، المراد منها بيان: أنّ الله لم يترك شيئا بدون توضيح، وتبيين. {لِقَوْمٍ:} متعلقان بما قبلهما. والجملة الفعلية بعده في محل جر صفة ل (قوم).
{الْآياتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.
الشرح: الخطاب لسيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم. {إِنّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً:} مبشرا لأهل الطاعة بالثّواب العظيم، والأجر الجزيل، والدّخول في دار النعيم. {وَنَذِيراً:} لأهل المعاصي والفساد من غضب الله، وعقابه. {وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ} أي: أنت لست مسئولا عمّن لم يؤمن منهم، بعد أن بذلت الجهد في دعوتهم إلى الإيمان، وقرئ الفعل بقراآت كثيرة، ومنها قراءة بالجزم على النّهي. قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: وذلك: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ذات يوم: «ليت شعري ما فعل أبواي». فنزلت هذه الآية. والمعنى: إنا أرسلناك بالحق لتبليغ ما أرسلت به، فإنّما عليك البلاغ، ولست مسئولا عمّن كفر، وهذا ينفي القول بأنّ الله