للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {فَطُبِعَ:} (الفاء): حرف عطف. (طبع): فعل ماض مبني للمجهول. {عَلى قُلُوبِهِمْ:} جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل (طبع)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا. {فَهُمْ:} (الفاء): حرف عطف. (هم):

ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا:} نافية. {يَفْقَهُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا.

{وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ (٤)}

الشرح: {وَإِذا رَأَيْتَهُمْ:} هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وللمؤمنين من أصحابه. {تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ:} لجمالها، وحسن هندامها. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كان ابن أبيّ وسيما جسيما صحيحا، فصيحا ذلق اللسان، وكان قوم من المنافقين مثله، وهم رؤساء المدينة قبل الإسلام. وقال الكلبي: المراد ابن أبيّ، وجدّ بن قيس، ومعتب بن قشير، كانت لهم أجسام، ومنظر، وفصاحة، وكانوا يحضرون مجلس النبي صلّى الله عليه وسلّم، ويستندون فيه إلى الجدر، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم ومن حضر يعجبون بهياكلهم. انتهى. جمل بتصرف.

{وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ:} أي: وإن يتكلموا في مجلسك تستمع لكلامهم، وضمن {تَسْمَعْ} معنى: تصغي، وتميل فلذلك عدّي باللام. هذا؛ والفعل: «تسمع» من الأفعال الصوتية، إن تعلق بالأصوات؛ تعدى إلى مفعول واحد، وإن تعلق بالذوات؛ تعدى إلى اثنين؛ الثاني منهما جملة فعلية مصدرة بمضارع من الأفعال الصوتية، مثل قولك: سمعت فلانا يقول كذا. وهذا اختيار الفارسي. واختار ابن مالك، ومن تبعه: أن كون الجملة الفعلية في محل نصب حال؛ إن كان المتقدم معرفة، وصفة؛ إن كان نكرة، مثل قولك: سمعت رجلا يقول كذا.

{كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ:} أي أشباح بلا أرواح، وأجسام بلا عقول، ورحم الله حسان؛ إذ يقول: [البسيط] لا بأس بالقوم من طول ومن عظم... جسم البغال وأحلام العصافير

شبههم بالخشب المسندة إلى جدر، وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان، والخير؛ لأن الخشب إذا انتفع بها؛ كانت في سقف، أو في جدار، أو غيرهما من مظان الانتفاع، وما دام متروكا غير منتفع به؛ أسند إلى الحائط، فشبهوا به في عدم الانتفاع. أو لأنهم أشباح بلا أرواح،

<<  <  ج: ص:  >  >>