الشرح:{يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ..}. إلخ: الفاعل يعود إلى {الرَّحْمنُ} والضمير المجموع يعود إلى المتبعين إلى الداعي، وهم جميع الخلق، والمعنى: يعلم الرحمن ما بين أيديهم من أمور الآخرة، {وَما خَلْفَهُمْ} أي: وما خلفوه من أمور الدنيا. أو المعنى: يعلم ما قدموا من الأعمال الصالحة، وما تركوا خلفهم من الأموال، وحطام الدنيا، وغير ذلك. وانظر الآية رقم [٦٤] من سورة (مريم) عليها السّلام ورقم [٧٦] من سورة (الحج). {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ:} الضمير يعود إلى (الله)، أو يعود إلى معلومات الله، أو يعود إلى {ما} والمعنى: إن العباد لا يحيطون بما بين أيديهم وما خلفهم علما.
الإعراب:{يَعْلَمُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {الرَّحْمنُ}. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، و {بَيْنَ:} مضاف، و {أَيْدِيهِمْ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء للثقل، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَما:} معطوفة على ما قبلها. {خَلْفَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة {ما} والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{يَعْلَمُ..}. إلخ في محل نصب حال من {الرَّحْمنُ} والرابط: الضمير فقط، أو هي مستأنفة، لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. لا: نافية. {يُحِيطُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب:{عِلْماً} بعدهما. {عِلْماً:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.
الشرح:{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ:} ذلت، وخضعت، ومنه قيل للأسير: عان؛ أي: ذليل خاضع لما يراد منه. قال أمية بن أبي الصلت:[الطويل]
مليك على عرش السّماء مهيمن... لعزّته تعنو الوجوه وتسجد
والمراد: بالوجوه: أصحابها، وإنما خص الوجوه بالذكر؛ لأن آثار الذل، والخضوع إنما تبين في الوجوه، وهذا يكون يوم القيامة؛ حيث الملك، والقهر لله وحده. وقيل: المراد بذلك:
المجرمون، والأصح: أن المراد جميع بني آدم، ويؤيده:{وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} أي: خاب وخسر من أشرك بالله. وأيضا: من حمل مظالم العباد التي تحمّلها في الدنيا بدليل الآية التالية.