الإعراب:{فَوَقاهُ:} الفاء: حرف استئناف. (وقاه): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والهاء مفعول به أول. {اللهُ:} فاعله. {سَيِّئاتِ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وهو على حذف مضاف، التقدير:
فوقاه الله عقاب {سَيِّئاتِ}. و {سَيِّئاتِ} مضاف، و {ما} والفعل بعدها تؤولان بمصدر في محل جر بالإضافة، التقدير: سيئات مكرهم. {مَكَرُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية:(وقاه.. إلخ) مستأنفة، لا محل لها، وقبلها كلام كثير مقدر، انظره في الشرح، لذا فالقول: الفاء عاطفة على محذوف يقتضيه السياق جيد. (حاق):
فعل ماض. {بِآلِ:} متعلقان به، و (آل) مضاف، و {فِرْعَوْنَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {سُوءُ:} فاعل (حاق)، و {سُوءُ} مضاف، و {الْعَذابِ} مضاف إليه، وجملة:{وَحاقَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا:} يعني صباحا ومساء. قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: أرواح آل فرعون في أجواف طيور سود، يعرضون على النار في كل يوم مرتين، تغدو، وتروح إلى النار، ويقال: يا آل فرعون! هذه منازلكم؛ حتى تقوم الساعة. وقيل:
تعرض روح كل كافر على النار بكرة، وعشيا ما دامت الدنيا، ويستدل بهذه الآية على إثبات عذاب القبر، أعاذنا الله منه بمنه وكرمه.
فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة، والعشيّ؛ إن كان من أهل الجنة؛ فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النّار فمن أهل النّار، يقال: هذا مقعدك؛ حتى يبعثك الله تعالى إليه يوم القيامة». متفق عليه.
{وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا..}. إلخ: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: ألوان من العذاب غير الذي كانوا يعذبون بها منذ أغرقوا. وروى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«ما أحسن محسن من مسلم، أو كافر إلا أثابه الله تعالى!». قال: قلنا: يا رسول الله! ما إثابة الله الكافر؟ فقال:«إن كان قد وصل رحما، أو تصدّق بصدقة، أو عمل حسنة؛ أثابه الله تبارك وتعالى المال، والولد، والصحّة، وأشباه ذلك». أخرجه ابن أبي حاتم والبزار.
هذا؛ ويقرأ بنصب (النّار) وقرئ: «(ادخلوا)» بوصل الهمزة. هذا؛ وقال الجوهري: العشي، والعشية: من صلاة المغرب إلى العتمة، تقول: أتيته عشية أمس... إلخ وانظر ما ذكرته في الآية