للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل قبلهما، والجملة الاسمية: {وَمِنْ آياتِهِ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَجَعَلَ:} الواو: حرف عطف. (جعل): معطوف على {خَلَقَ،} فهو يؤول مثله بمصدر، أو هو داخل معه بالمصدرية بسبب العطف، والفاعل يعود إلى (الله) أيضا.

{بَيْنَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله. وقيل: مفعول ثان، ولا وجه له، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {مَوَدَّةً:} مفعول به. {وَرَحْمَةً:} معطوف على ما قبله.

{أَنْ:} حرف مشبه بالفعل. {فِي:} حرف جر. (ذلك): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر ب‍: {فِي،} والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر: {أَنْ} تقدم على اسمها، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَآياتٍ:} اللام: لام الابتداء. (آيات): اسم {أَنْ} مؤخر منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {لِقَوْمٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: (آيات). {يَتَفَكَّرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية في محل جر صفة (قوم)، والجملة الاسمية: {إِنَّ فِي ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاِخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (٢٢)}

الشرح: {وَمِنْ آياتِهِ} أي: الدالة على أمر البعث، وما يتلوه من الحساب، والميزان، والصراط، والجنة والنار. {خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} في تخصيصهما بالذكر أحد أمرين: إما من حيث إن القادر على خلقهما بما فيهما من المخلوقات بلا مادة مساعدة لها أظهر قدرة على إعادة ما كان حيا قبل ذلك. وإما من حيث إن خلقهما، وما فيهما ليس إلا لمعاش البشر، ومعاده، كما يفصح عنه قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً،} وقوله جل ذكره: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}.

{وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ} أي: لغاتكم بأن علّم كل صنف لغته، أو ألهمه وضعها، وأقدره عليها، أو أجناس نطقكم وأشكاله، فإنك لا تكاد تسمع متكلمين متساويين في الكيفية من كل وجه، فكيف بالاختلاف الكبير، من العربية، والتركية، والرومية، والإنكليزية... إلخ.

{وَأَلْوانِكُمْ:} بياض الجلد، وسواده، وتوسطه فيما بينهما، أو تخطيطات الأعضاء، وهيآتها، وألوانها، وحلاها بحيث وقع بها التمايز بين الأشخاص، حتى إن التوأمين مع توافق موادهما، وأسبابهما، والأمور الملاقية لهما في التخليق مختلفان في شيء من ذلك لا محالة، وإن كانا في غاية التشابه، وإنما نظم هذا في سلك الآيات الآفاقية من خلق السموات، والأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>