الرابط محذوف، التقدير: يهدي به الذي، أو: شخصا يشاء الله هدايته، والجملة الفعلية في محل نصب حال من: هدى الله، أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدأ، والرابط: الضمير المجرور محلا بالياء، والعامل في الحال اسم الإشارة.
{وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أو هو في محل نصب مفعول به مقدم. {يُضْلِلِ:} فعل مضارع فعل الشرط، ومفعوله محذوف على اعتبار (من) مبتدأ. {اللهُ:} فاعله. {فَما:} الفاء: واقعة في جواب الشرط.
(ما): نافية. {اللهُ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَنْ:} حرف جر صلة. {هادٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: هو جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان. وهو المرجح لدى المعاصرين، والجملة الشرطية على الوجهين المعتبرين في {مَنْ} مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ:} شدته. {يَوْمَ الْقِيامَةِ:} قيل: يجر على وجهه في النار. وقيل: يرمى به في النار منكوسا. فأول شيء تمسه النار منه وجهه. وقيل: هو الكافر يرمى به منكوسا في النار، مغلولة يداه إلى عنقه، وفي عنقه صخرة من كبريت مثل الجبل العظيم، فتشتعل النار في تلك الصخرة، وهي في عنقه، فحرها، ووهجها على وجهه لا يطيق دفعها عنه للأغلال التي في يديه، وعنقه. ومعنى الآية: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب، كمن هو آمن من العذاب؟ انتهى. خازن، وخذ قوله تعالى في سورة (فصلت) رقم [٤٠]: {أَفَمَنْ يُلْقى فِي النّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ،} وقال تعالى في سورة (الملك) رقم [٢٢]: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
{وَقِيلَ لِلظّالِمِينَ} أي: تقول لهم الخزنة. فوضع الظاهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالظلم، وإشعارا بالموجب لما يقال لهم. {ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} أي: ذوقوا وبال، ونتيجة ما كسبتم في الحياة الدنيا من المعاصي. هذا؛ وقد راعى لفظ (من) بقوله: {يَتَّقِي} ومعناها بقوله: {ذُوقُوا..}. إلخ. وانظر إذاقة العذاب في الآية رقم [٣٨] من سورة (الصافات)، وانظر التعبير عن الكافرين بالظالمين، ونحوه في الآية رقم [٥٩] من سورة (يس).