للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلهما، ومثلها {وَلا عَلَى الَّذِينَ،} (لا): نافية، {يَجِدُونَ}: مضارع وفاعله. {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، وعائدها وعائد {الَّذِينَ} محذوف، التقدير: ولا على الذين لا يجدون الذي أو شيئا ينفقونه. {حَرَجٌ}: اسم {لَيْسَ} مؤخر. {إِذا}: ظرف زمان متعلق بمضمون الكلام السابق قبله، مبني على السكون في محل نصب، وجملة: {نَصَحُوا لِلّهِ وَرَسُولِهِ} في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، وجملة: {لَيْسَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {ما}: نافية حجازية، أو هي مهملة. {عَلَى الْمُحْسِنِينَ}: متعلقان بمحذوف خبر {ما،} تقدم اسمها على إعمالها، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على إهمالها. {مِنْ}: حرف جر صلة. {سَبِيلٍ}:

اسم {ما} مؤخر، أو هو مبتدأ مؤخر (على إهمالها) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، وأيضا جملة: {وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} مستأنفة لا محل لها أيضا.

{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢)}

الشرح: {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا..}. إلخ أي: ليس عليهم حرج؛ أي: إثم ومؤاخذة. {أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ}. وهم البكاءون، وكانوا سبعة نفر من بني عمرو بن عوف أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وقالوا: يا رسول الله إن الله قد ندبنا إلى الخروج معك فاحملنا على الخفاف المرقوعة، والنعال المخصوفة نغز معك، {تَوَلَّوْا}: أعرضوا. {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً}: فحمل العباس منهم اثنين، وعثمان ثلاثة زيادة على الجيش الذي جهزه، وهو ألف، وحمل يامين بن عمرو النصري اثنين، وقيل: البكاءون ثلاثة من بني مقرن: معقل، وسويد، والنعمان، وقيل: هم الأشعريون أبو موسى وأصحابه، فلما تولوا يبكون دعاهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأعطاهم ذودا من الإبل، وكان قد وافق مجيئهم غضبا من الرسول العظيم، فقال: «والله لا أحملكم، ولا أجد ما أحملكم عليه». فلما أعطاهم، قال أبو موسى: ألست حلفت يا رسول الله؟ فقال: «إنّي إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها، إلاّ أتيت الذي هو خير، وكفّرت عن يميني». أقول: وهذا هو المشهور، وحديث الأشعريين مذكور في البخاري.

بعد هذا انظر (أتى) في الآية رقم [٣٥] (الأعراف) وإعلاله في الآية رقم [١٣٨] منها، {قُلْتَ}: انظر إعلاله في الآية [١١] منها، {أَجِدُ}: انظر إعلاله في الآية رقم [١٧] منها، {تَوَلَّوْا}: انظر شرحه في الآية رقم [٧٩] منها، {وَأَعْيُنُهُمْ}: انظر الآية رقم [١١٦] منها،

<<  <  ج: ص:  >  >>