الآية رقم [١] إن أردت الزيادة. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدلا من ({أَيُّهَا})، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلّق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها. {لا:}
ناهية جازمة. {تَأْكُلُوا:} فعل مضارع مجزوم ب {لا} وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها.
{أَمْوالَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {بَيْنَكُمْ:} ظرف مكان متعلّق بما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {بِالْباطِلِ:} متعلّقان بالفعل قبلهما أيضا.
{إِلاّ:} أداة استثناء منقطع بمعنى: لكن. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {تَكُونَ:}
فعل مضارع منصوب ب {أَنْ}. {تِجارَةً:} يقرأ بالنصب على اعتبار الفعل ناقصا، فيكون اسمه محذوفا، التقدير: إلا أن تكون المعاملة تجارة. ويقرأ بالرفع على اعتبار الفعل تامّا بمعنى: إلا أن تقع تجارة، أو: إلا أن توجد تجارة، مثل قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٨١]: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ،} وقال الشاعر: [الطويل]
فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي... إذا كان يوم ذو كواكب أشهب
و {أَنْ تَكُونَ:} في تأويل مصدر في محل نصب على الاستثناء المنقطع من: {أَمْوالَكُمْ؛} لأنّ التجارة ليست من جنس الأموال المنهي عن أكلها. {عَنْ تَراضٍ:} متعلّقان بمحذوف صفة:
{تِجارَةً} وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. {مِنْكُمْ:} جار ومجرور متعلّقان ب {تَراضٍ}. {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ:} إعراب هذه الجملة مثل ما قبلها، وهي معطوفة عليها. {أَنْ:} حرف مشبه بالفعل... إلخ وإعرابها ظاهر.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠)}
الشرح: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ} أي: ما سبق ذكره من قتل النفس المحرّمة؛ لأنّ الضمير يعود إلى أقرب مذكور. وقيل: إنّه يعود إلى قتل النفس، وأكل المال بالباطل؛ لأنّهما مذكوران في آية واحدة. وقيل: إنّه يعود إلى كلّ ما نهى الله عنه من أول السّورة إلى هنا. {عُدْواناً وَظُلْماً} العدوان: تجاوز الحد، والظلم: وضع الشيء في غير موضعه، وقيّد الوعيد بذكر العدوان والظلم؛ ليخرج منه فعل السّهو، والخطأ، وعطف ({ظُلْماً}) على ما قبله من تقارب معانيهما لاختلاف ألفاظهما، فهو من باب الترادف، كما قال عديّ بن زيد العبادي-وهو الشاهد رقم [٦٦٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الوافر]
وقدّمت الأديم لراهشيه... وألفى قولها كذبا ومينا