الشرح:{قُولُوا:} أمر للرسول صلّى الله عليه وسلّم ولأمته، فقد أخرج البخاريّ-رحمه الله تعالى-عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسّرونها لأهل الإسلام بالعربيّة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«لا تصدّقوا أهل الكتاب، ولا تكذّبوهم، وقولوا: آمنا بالله. وما أنزل...» إلخ. {وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ..}. إلخ: المراد به: الصّحف التي أنزلت على إبراهيم، وقد عمل بها إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وأحفاده، وهم بالطبع أحفاد لإبراهيم، ثم صار أولاد يعقوب الاثنا عشر قبائل، يطلق عليها: الأسباط، فالأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في العرب من بني إسماعيل، وانظر سبب ذكر إسماعيل، وسبب تقديمه على إسحاق في الآية رقم [١٣٣].
{وَما أُوتِيَ مُوسى} أي: التوراة. {وَعِيسى:} أي: أوتي الإنجيل. {وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ:} والمعنى: آمنا بالتوراة، والإنجيل، والكتب، والصحف التي أوتي جميع الأنبياء، والمرسلين. وصدّقنا: أن ذلك كلّه حقّ، وهدى، ونور، وأنّ الجميع من عند الله. {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} أي: لا نفعل ذلك كما فعل اليهود، والنصارى، كما قال الله فيهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١٥٠) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا} الآيتان [١٥٠ - ١٥١] من سورة (النساء): {وَنَحْنُ لَهُ:}
لله. {مُسْلِمُونَ:} خاضعون، منقادون، مخلصون له في العبادة، مقرّون له بالألوهيّة، والربوبيّة.
هذا؛ والأسباط جمع سبط، وهو ولد الولد، وهو: الحافد، والحفيد. ومنه قيل للحسن، والحسين: سبطا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وجمع إبراهيم: براهيم، وجمع إسماعيل: سماعيل قاله الخليل، وسيبويه، وقاله الكوفيون أيضا. وحكوا: براهمة، وسماعلة، وبراهم، وسماعل.
وسماعيل. وجمع إسحاق: أساحيق، وجمع يعقوب: يعاقيب، وحكى الكوفيون: أساحقة، وأساحق، ويعاقبة، ويعاقب. هذا، والأسماء في هذه الآية كلها تجمع جمعا مذكرا سالما، فيقال: إبراهيمون، وإسحاقون، ويعقوبون... إلخ.
هذا؛ وروي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أنه قال: كلّ الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوحا، وشعيبا، وهودا، وصالحا، ولوطا، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل،