للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {مُعَلَّمٌ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو معلم. {مَجْنُونٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:

{وَقالُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها.

{إِنّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥)}

الشرح: {إِنّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً} أي: وقتا قليلا، وعد أن يكشف عنهم ذلك العذاب قليلا؛ أي: في زمان قليل؛ ليعلم: أنهم لا يفون بقولهم، بل يعودون إلى الكفر بعد كشفه عنهم. قاله ابن مسعود-رضي الله عنه-. فلما كشف ذلك عنهم باستسقاء النبي صلّى الله عليه وسلّم عادوا إلى تكذيبه. ومن قال: إن الدخان منتظر؛ قال: أشار بهذا إلى ما يكون من الفرجة بين آية، وآية من آيات قيام الساعة. انتهى. قرطبي.

وقال البيضاوي: ومن فسّر الدخان بما هو من أشراط الساعة؛ قال: إذا جاء الدخان غوّث الكفار بالدعاء، فيكشفه الله عنهم بعد أربعين يوما، فريثما يكشفه عنهم يرتدون، ولا يتمهلون.

{إِنَّكُمْ عائِدُونَ:} فعلى قول ابن مسعود: المعنى: إنكم مبعوثون بعد الموت، وعلى قول ابن عباس: إنكم عائدون إلى نار جهنم بعد هذا الدخان.

وقال ابن كثير: يحتمل معنيين: أحدهما: أنّ المعنى: ولو كشفنا عنكم العذاب، ورجعناكم إلى الدار الدنيا؛ لعدتم إلى ما كنتم فيه من الكفر، والتكذيب، كقوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ}. والثاني: أن يكون المراد: إنا مؤخرو العذاب عنكم قليلا، بعد انفقاد أسبابه ووصوله إليكم؛ وأنتم مستمرون فيما أنتم فيه من الطغيان، والضلال، ولا يلزم من الكشف عنهم أن يكون قد باشرهم. كقوله تعالى في سورة (يونس) [٩٨]: {إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ} ولم يكن العذاب باشرهم، واتصل بهم، بل كان قد انعقد سببه عليهم، ولا يلزم أيضا أن يكونوا قد أقلعوا عن كفرهم، ثم عادوا إليه. انتهى. بحروفه.

الإعراب: {إِنّا:} حرف مشبّه بالفعل، و (نا): اسمها. {كاشِفُوا:} خبر «إن» مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، وهو مضاف، و {الْعَذابِ} مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {قَلِيلاً:} صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: كشفا قليلا، أو صفة زمان محذوف، التقدير: زمانا قليلا، فهو متعلق ب‍: {كاشِفُوا،} والجملة الاسمية جواب من جهته تعالى عن قولهم: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنّا مُؤْمِنُونَ (١٢)} بطريق الالتفات لمزيد التهديد، والتوبيخ، وما بينهما اعتراض. {إِنَّكُمْ:} حرف مشبّه بالفعل، والكاف اسمها. {عائِدُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع، والجملة الاسمية مستأنفة مبينة أنهم مطبوعون على الكفر والعناد، ومخالفة رب العباد.

<<  <  ج: ص:  >  >>