مستتر تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي، أو بشيء تؤمر به، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: فاصدع بالأمر، وهذه الجملة لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة في الفاء. {وَأَعْرِضْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {عَنِ الْمُشْرِكِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ:} بقمعهم، وإهلاكهم. قيل: كانوا خمسة من أشراف قريش: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، فقد كانوا يبالغون في إيذاء النبي صلّى الله عليه وسلّم، والاستهزاء به، فقال جبريل -عليه السّلام-لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أمرت أن أكفيكهم، فأومأ إلى ساق الوليد، فمرّ بنبال، فتعلق بثوبه سهم، فلم ينعطف تعظما لأخذه، فأصاب عرقا في عقبه، فقطعه، فمات، وأومأ إلى أخمص العاص، فدخلت فيه شوكة، فانتفخت رجله، حتى صارت كالرّحى، ومات، وأشار إلى أنف عدي بن قيس، فامتخط قيحا، فمات، وإلى الأسود بن عبد يغوث، وهو قاعد في أصل شجرة، فجعل ينطح برأسه الشجرة، ويضرب وجهه بالشّوك حتى مات، وإلى عيني الأسود بن المطلب، فعمي. انتهى بيضاوي بتصرف، وانظر (نا) في الآية رقم [٢٣] وانظر (كفى) في الآية رقم [٤٣] من سورة (الرعد). {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ:} وهو ما اخترعوه، وابتدعوه من حجر وخشب وغيرهما. {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي: إذا نزل بهم العذاب، ففيه وعيد وتهديد. هذا؛ والاستهزاء حرام قطعا كما بينته مرارا.
الإعراب:{إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، وحذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {كَفَيْناكَ:} فعل، وفاعل، والكاف مفعوله الأول، {الْمُسْتَهْزِئِينَ:} مفعوله الثاني:
منصوب، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:{إِنّا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {الَّذِينَ:} انظر مثله في الآية رقم [٩١]{يَجْعَلُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بمحذوف خبر ثان، و {مَعَ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {إِلهاً:} مفعول به. {آخَرَ:} صفة، وجملة:
{يَجْعَلُونَ..}. إلخ صلة الموصول، لا محل لها. {فَسَوْفَ:} الفاء: حرف استئناف. (سوف):
حرف استقبال. {يَعْلَمُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والمفعول محذوف للاختصار، أو للتعميم، وجملة:{فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل رفع