لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لاتَّخَذْناهُ:} اللام: واقعة في جواب (لو). (اتخذناه): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية جواب {لَوْ} لا محل لها.
{مِنْ:} حرف جر. {لَدُنّا:} اسم مبني على السكون في محل جر ب: {مِنْ،} و (نا): في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني. {أَنْ:}
حرف شرط جازم. {كُنّا:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، و (انا):
اسمها. {فاعِلِينَ:} خبر (كان) منصوب... إلخ، ومفعوله محذوف، وجواب الشرط محذوف، التقدير: لكنا لم نفعله، فلم نرده. هذا؛ وأجيز اعتبار {أَنْ} نافية بمعنى ما، وتكون الجملة في محل نصب حال، والشرطية أقوى معنى. تأمل. و (لو) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل لها.
الشرح:{نَقْذِفُ:} نلقي، ونرمي. {بِالْحَقِّ} أي: بالإيمان، أو بالقرآن. {عَلَى الْباطِلِ} أي: على الكفر، أو الشيطان، أو ما افتروه على الله من اتخاذه الولد. {فَيَدْمَغُهُ:} فيبطله، ويمحقه، ويقهره. قال النسفي-رحمه الله تعالى-: وهذه استعارة لطيفة؛ لأن أصل القذف، والدمغ في الأجسام، ثم استعير القذف لإيراد الحق على الباطل، والدمغ لإذهابه، فالمستعار منه حسي، والمستعار له عقلي، فكأنه قيل: بل نورد الحق الشبيه بالجسم القوي على الباطل الشبيه بالجسم الضعيف، فيبطله إبطال الجسم القوي الضعيف، انتهى.
{فَإِذا هُوَ زاهِقٌ:} هالك. والزهوق: ذهاب الروح، وانظر الآية رقم [٨١] من سورة (الإسراء) تجد ما يسرك. {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمّا تَصِفُونَ} أي: ولكم الهلاك والوبال، مما تصفون الله بما لا يليق به من اتخاذ الصاحبة والولد، هذا؛ وويل كلمة تقولها العرب لكل من وقع في هلكة، وأصلها في اللغة: العذاب، والهلاك. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-الويل: شدة العذاب. وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الويل: واد في جهنّم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره». أخرجه الترمذي، هذا؛ و (الويل) مصدر لم يستعمل منه فعل؛ لأن فاءه، وعينه معتلتان، ومثله: ويح، وويس، وويب، وهو لا يثنى، ولا يجمع، وقيل: يجمع على: «ويلات» بدليل قول امرئ القيس: [الطويل]
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة... فقالت لك الويلات إنّك مرجلي
وإذا أضيفت هذه الأسماء؛ فالأحسن النصب على المفعولية المطلقة، وإذا لم تضف فالأحسن فيها الرفع على الابتداء، وهي نكرات، وساغ ذلك لتضمنها معنى خاصا، هذا؛ وويل نقيض الوأل، وهو النجاة، هذا؛ وقد ينادى الويل إذا أضيف إلى ياء المتكلم، أو «نا» وسبقته أداة النداء، مثل:
يا ويلتي، يا ويلتنا، ولا تنس: أنه قد أنث الويل في هذين اللفظين، وانظر الآية رقم [١٤].