الشرح:{ذلِكُمْ} أي: الذي أنتم فيه من العذاب. {بِأَنَّهُ} أي: بسبب أنه؛ أي: الحال والشأن. {إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} أي: أنكرتم أن تكون الألوهية لله وحده. {وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا:} وإن دعيتم إلى اللات، والعزى، وأمثالهما من الأصنام؛ آمنتم، وصدقتم بألوهيتها.
{فَالْحُكْمُ لِلّهِ} أي: الأمر لله، والحكم له، والعبادة خاصة له؛ حيث حكم عليكم بالعذاب السرمدي، والعقاب الأبدي. {الْعَلِيِّ:} المتعالي، والمنزه عن أن يشرك به، ويسوى بغيره.
{الْكَبِيرِ:} العظيم على من أشرك، وسوى به بعض مخلوقاته في استحقاقه العبادة، والمعنى الإجمالي: فالقضاء لله وحده، لا للأوثان، والأصنام، ولا سبيل إلى نجاتكم؛ لأن الله تعالى هو المتعالي على خلقه، العظيم في ملكه؛ الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. هذا؛ ومضمون الآية ردّ، ونفي لما طلبوه من الإعادة إلى الدنيا.
هذا؛ وقيل: إن الخوارج إنما أخذوا قولهم: لا حكم إلا لله من هذه الآية. وقال قتادة -رحمه الله تعالى-: لما خرج أهل حروراء؛ قال الإمام علي-رضي الله عنه-: من هؤلاء؟ قيل: المحكمون. أي: الذين يقولون: لا حكم إلا لله، فقال كرم الله وجهه: كلمة حق أريد بها باطل. انتهى. نسفي بتصرف. هذا؛ ولا تنس المقابلة في هذه الآية؛ حيث قابل بين التوحيد، والإشراك، والكفر، والإيمان.
الإعراب:{ذلِكُمْ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام، للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {بِأَنَّهُ:} الباء: حرف جر. (أنه): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {دُعِيَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {اللهُ:}
نائب فاعله. {وَحْدَهُ:} قال القرطبي: نصب على المصدر عند الخليل، وسيبويه، وعلى الحال عند يونس. انتهى. أقول: وهو المعتمد، وهو مؤول ب: منفردا، كما هو مقرر في كتب النحو.
والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على المرجوح المشهور. {كَفَرْتُمْ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية جواب {إِذا،} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها في محل رفع خبر (أن)، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{ذلِكُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَإِنْ:}
الواو: حرف عطف. (إن): حرف شرط جازم. {يُشْرَكْ:} فعل مضارع فعل الشرط، وهو مبني للمجهول. {بِهِ:} جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها