للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن المفضل الضبي: المال عند العرب الصامت، والناطق، فالصامت: الذهب، والفضة، والجواهر. والناطق: هو البعير، والبقرة، والشاة. فإذا قلت عن حضري: كثر ماله؛ فهو الصامت. وإذا قلت عن بدوي: كثر ماله فالمراد: الناطق. والنشب: المال الثابت، كالضياع، ونحوها، فلا يقال للمنقول المذكور آنفا: نشب. قال عمرو بن معد يكرب الزبيدي-رضي الله عنه-: [البسيط] أمرتك الخير فافعل ما أمرت به... فقد تركتك ذا مال وذا نشب

وانظر قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «من تواضع لغني لغناه فقد ذهب ثلثا دينه». في الاية رقم [٢٣].

الإعراب: {لِلْفُقَراءِ:} جار ومجرور بدل من قوله: {وَلِذِي الْقُرْبى} وما عطف عليه. وقيل:

متعلقان بفعل محذوف، تقديره اعجبوا. قاله الجلال. و (الفقراء) صفة لموصوف محذوف.

{الْمُهاجِرِينَ:} صفة ثانية للمحذوف، فهو مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ. {الَّذِينَ:} مبني على الفتح في محل جر صفة ثالثة للمحذوف. هذا؛ ويجوز فيه القطع عن الموصوف، على تقدير مبتدأ، أو على تقدير فعل. {أُخْرِجُوا:} ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {مِنْ دِيارِهِمْ:}

متعلقان بما قبلهما. {وَأَمْوالِهِمْ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة.

{يَبْتَغُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط. {فَضْلاً:} مفعول به. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب‍: {فَضْلاً،} أو بمحذوف صفة له. {وَرِضْواناً:} معطوف على {فَضْلاً،} وجملة: {وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {دِيارِهِمْ:} ضمير فصل، لا محل له.

{الصّادِقُونَ:} خبر {أُولئِكَ}. هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ، و {الصّادِقُونَ} خبرا له؛ فالجملة الاسمية تكون في محل رفع خبر {أُولئِكَ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)}

الشرح: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ:} المراد بهم: الأنصار الذين توطنوا المدينة، واتخذوها سكنا. {مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: من قبل الفقراء المهاجرين؛ الذين أتوا إليها من مكة. هذا؛ وتبوءوا الدار: اتخذوها منزلا. يقال: بوأته منزلا، وبوأت له، كما يقال: مكنته، ومكنت له،

<<  <  ج: ص:  >  >>