للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى نصب (نزاعة) ففيها خمسة أوجه أيضا: الأول على القطع، التقدير: أعني: نزاعة.

والثاني: أنها حال من {لَظى،} مثل قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً}. والثالث: أنها حال، عاملها محذوف، التقدير: تتلظى نزاعة؛ أي: في حال نزعها للشوى. والرابع: أنها حال من فاعل {تَدْعُوا} قدمت عليه. قاله أبو البقاء. والخامس: هي حال من الضمير في {لَظى،} على أن تجعلها صفة غالبة، مثل: الحارث، والعباس. قاله أبو البقاء أيضا. {لِلشَّوى:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {نَزّاعَةً،} وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر. هذا؛ وقد اعتبر ابن هشام في المغني اللام زائدة، وسماها لام التقوية، وعليه ف‍: (الشوى) مجرور لفظا، منصوب محلا، ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٥٤]: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ،} وقوله تعالى في سورة (البقرة) وغيرها: {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ،} وقوله في سورة (يوسف) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام رقم [٤٣]: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ،} وفي سورة (الأنبياء) رقم [٧٨]: {وَكُنّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ} وأورد ابن هشام في مغنيه قول حاتم الطائي. وقيل: قول قيس بن عاصم المنقري-وهو الشاهد رقم [٣٩٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له... أكيلا فإني لست آكله وحدي

{تَدْعُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو، وفاعله يعود إلى {لَظى،} والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستتر ب‍: {نَزّاعَةً،} فهي حال متداخلة، أو هي في محل نصب حال من {لَظى،} فتكون حالا متكررة من بعض الوجوه، أو هي في محل رفع خبر ثان، أو ثالث، أو هي مستأنفة، لا محل لها، إن أردت الإعراض عن الكلام السابق. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {أَدْبَرَ:}

فعل ماض، والفاعل يعود إلى {مَنْ،} وهو العائد، والمتعلق محذوف، كما رأيت في الشرح، والجملة صلة الموصول، لا محل لها. {وَتَوَلّى:} الواو: حرف عطف. وجملة (تولى) معطوفة على الجملة قبلها، لا محل لها مثلها. وجملة: {وَجَمَعَ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها، وكذلك جملة: {فَأَوْعى} معطوفة أيضا، وفاعلهما يعود إلى من، تقديره: «هو».

{إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١)}

الشرح: {إِنَّ الْإِنْسانَ} أي: الكافر، والمنافق، والفاسق. {خُلِقَ هَلُوعاً:} الهلع في اللغة: أشد الحرص، وأسوأ الجزع، وأفحشه، قاله الضحاك، وقتادة، ومجاهد. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: تفسيره ما بعده. وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي-رضي الله عنه-: [مجزوء الكامل]

ما إن هلعت ولا جزع‍... ت ولا يردّ بكاي زندا

<<  <  ج: ص:  >  >>