للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأحقاف]

بسم الله الرّحمن الرّحيم سورة (الأحقاف) وهي مكية بالإجماع، وقال الخازن: قيل: غير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ..}. إلخ رقم [١٠]، وقيل: وقوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ..}. إلخ رقم [٣٥] فإنهما نزلتا بالمدينة. وهي خمس وثلاثون آية، وستمئة وأربع وأربعون كلمة، وألفان وخمسمئة، وخمسة وتسعون حرفا. انتهى. خازن. وسميت سورة (الأحقاف)؛ لأنها مساكن قوم عاد؛ الذين أهلكهم الله بطغيانهم، وجبروتهم، وكانت مساكنهم بالأحقاف من أرض اليمن، قال تعالى: {وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ} الاية رقم [٢١].

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢)}

الشرح: {*حم:} انظر شرحه في أول سورة (غافر) ففيه الكفاية. قال ابن كثير-رحمه الله تعالى-: يخبر الله تعالى أن تنزيل هذا الكتاب، وهو القرآن العظيم من عنده تبارك وتعالى، فهو الحق الذي لا مرية فيه، ولا شك، كما قال عزّ وجل في سورة (الشعراء): {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ} وقال جلّ شأنه: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وقال هاهنا: {تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ} أي: المنيع الجناب، {الْحَكِيمِ} أي: في أقواله، وأفعاله، وشرعه، وقدره. انتهى. هذا؛ و {الْعَزِيزِ} يفسر ب‍: الغالب القوي القاهر؛ الذي لا يغلب، و {الْحَكِيمِ} يفسر ب‍: الذي يفعل كل شيء بحكمة، وتقدير، وتدبير.

أما {الْكِتابِ} فهو في اللغة: الضم، والجمع، وسميت الجماعة من الجيش: كتيبة؛ لاجتماع أفرادها على رأي واحد، وخطة واحدة، كما سمي الكاتب كاتبا؛ لأنه يضم الكلام بعضه إلى بعض، ويجمعه، ويرتبه، وفي الاصطلاح: اسم لجملة مختصة من العلم، مشتملة على أبواب وفصول، ومسائل غالبا، ورحم الله من يقول: [الطويل] لنا جلساء ما يملّ حديثهم... ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى... وعقلا وتأديبا ورأيا مسدّدا

فإن قلت أحياء فما أنت كاذب... وإن قلت أموات فلست مفنّدا

<<  <  ج: ص:  >  >>