للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقوى، فضرب الله عزّ وجل الإزار، والرداء؛ مثلا له في انفراده سبحانه وتعالى بصفات الكبرياء، والعظمة، والمعنى: أنهما ليسا كسائر الصفات؛ التي يتصف بها بعض المخلوقين مجازا، كالرحمة، والكرم، وغيرهما، وشبههما بالإزار، والرداء؛ لأنّ المتصف بهما يشملانه، كما يشمل الرداء الإنسان، ولأنه لا يشاركه في إزاره، وردائه أحد؛ فكذلك الله تعالى، لا ينبغي أن يشاركه أحد؛ لأنهما من صفاته اللازمة له، المختصة به؛ التي لا تليق لغيره، والله أعلم.

انتهى. خازن بحروفه. وانظر تحريم الكبر على المخلوقين في الآية رقم [٦٠] من سورة (الزمر)، ورقم [٨٥] من سورة (ص).

الإعراب: {وَلَهُ:} الواو: حرف عطف. (له): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

{الْكِبْرِياءُ:} مبتدأ مؤخر. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف حال من {الْكِبْرِياءُ} والذين لا يجيزون مجيء الحال من المبتدأ يعتبرون الحال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. انظر الشاهد رقم [١٣٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {وَلَهُ الْكِبْرِياءُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. لا محل لها مثلها. {وَهُوَ:}

الواو: حرف عطف. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:} خبران للمبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها أيضا.

تأمل، وتدبّر، وربك أعلم، وأجلّ، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.

انتهت سورة (الجاثية) شرحا وإعرابا، والله الموفق والمعين.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>