الشرح:{وَيْلٌ:} انظر الآية رقم [١٥] من سورة (المرسلات). {لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ:} التاء فيهما للمبالغة في الوصف؛ أي: كثير الهمز، واللمز. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون العيب للبريء. وعليه فهما بمعنى واحد.
وانظر الآية رقم [١١] من سورة (القلم). وقال زياد الأعجم في جمعهما بمعنى واحد:[البسيط]
تدلي بودّ إذا لا قيتني كذبا... وإن أغيّب فأنت الهامز اللّمزة
وقال آخر بجمعهما أيضا بمعنى واحد:[البسيط]
إذا لقيتك عن شحط تكاشرني... وإن تغيّبت كنت الهامز اللّمزه
الشحط: البعد. وقال أبو العالية، وغيره، الهمزة: الذي يغتاب، ويطعن في وجه الرجل، واللمزة: الذي يغتابه من خلفه إذا غاب، ومنه قول حسان-رضي الله عنه-: [الوافر]
همزتك فاختضعت بذلّ نفس... بقافية تأجّج كالشّواظ
واختار هذا القول النحاس. قال: ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ} الآية رقم [٥٨] من سورة (التوبة). وقال مقاتل ضد هذا الكلام: إن الهمزة الذي يغتاب بالغيبة، واللمزة الذي يغتاب في الوجه. هذا؛ والمشهور: أن بناء فعلة (بضم الفاء وفتح العين) لمبالغة الفاعل، وبناء: فعلة (بضم الفاء، وسكون العين) لمبالغة المفعول، يقال: رجل لعنة (بضم اللام، وفتح العين) لمن كان يكثر لعن غيره، ولعنة (بضم اللام وسكون العين) إذا كان ملعونا للناس يكثرون لعنه. وعبارة السمين: والعامة على فتح ميم همزة، ولمزة على أن المراد الشخص الذي يكثر منه ذلك الفعل. ويقرأ بالسكون.