للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه صدرك، والضّيق ما يكون في الذي يتسع، ويضيق، مثل الدار، والثواب. والمكر: تدبير الأمر في الخفاء. ولا تنس: أن الآية مذكورة بحروفها في الآية رقم [١٢٧] من سورة (النحل).

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تَحْزَنْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لا)، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {قُلْ..}.

إلخ لا محل لها مثلها. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تَكُنْ:} فعل مضارع ناقص مجزوم ب‍: (لا)، واسمه مستتر فيه تقديره: «أنت». {فِي ضَيْقٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {تَكُنْ،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {مِمّا:} (من): حرف جر. (ما): مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب‍ (من)، التقدير: من مكرهم، والجار والمجرور متعلقان ب‍: {ضَيْقٍ} أو بمحذوف صفة له. هذا؛ واعتبار (ما) موصولة أو موصوفة فيه ضعف لا يخفى. تأمل، وتدبر.

{وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٧١)}

الشرح: والمعنى يقول كفار قريش: {مَتى هذَا الْوَعْدُ} أي: الذي تعدنا به يا محمد من نزول العذاب؟! وقيل: قيام الساعة. وإنما قالوا ذلك على وجه التكذيب، والاستبعاد، والاستهزاء. {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} أي: فيما تعدوننا به، وإنما قالوا بلفظ الجمع؛ لأن كل أمة من الأمم السابقة قالت لرسولها كذلك، أو المعنى: إن كنتم صادقين أنت، وأتباعك يا محمد صلّى الله عليه وسلّم! وينبغي أن تعلم: أن هذه الآية تكررت بحروفها في كثير من السور، وفيها تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم.

الإعراب: {وَيَقُولُونَ:} الواو: حرف استئناف. (يقولون): فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {مَتى:} اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر مقدم. {هذَا:} الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {الْوَعْدُ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {صادِقِينَ:} خبره منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنتم صادقين؛ فمتى يتحقق صدقكم، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة {وَيَقُولُونَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (٧٢)}

الشرح: {قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ:} تبعكم، ولحقكم. {بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ:} حلوله ونزوله، وهو عذاب يوم بدر، ولعل، وعسى، وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها، وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>