حصر. {اِسْتَمَعُوهُ:} ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال، أو في محل نصب حال من الضمير المنصوب، و «قد» قبلها مقدرة، أو في محل نصب حال من الفاعل الموصوف بما ذكر، والرابط: الضمير الواقع مفعولا به. والجملة الاسمية:{وَهُمْ يَلْعَبُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وهي حال متداخلة، وجملة:{ما يَأْتِيهِمْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، أو هي تفسير لإعراضهم.
الشرح:{لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} أي: ساهية معرضة عن ذكر الله، متشاغلة عن التأمل، والتفهم.
والمراد: قلوب أهل مكة. {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} أي: أخفوا تناجيهم فيما بينهم، وكان تناجيهم بتكذيب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد بينهم جل ذكره بقوله:{الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: أنفسهم بالشرك، والإعراض عن الذكر الذي جاءهم، وانظر {النَّجْوَى} في الآية رقم [٦٢] من سورة (طه) والحديث الذي أسروه فيما بينهم بينه جل ذكره بقوله: {هَلْ هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} فهم ينكرون إرسال رسول من البشر، وإنما يريدون رسولا من الملائكة، وهذا كثير منهم، ومتكرر في القرآن الكريم، كما في الآية رقم [٩٤] من سورة (الإسراء) والآية رقم [٧] من سورة (الفرقان) ونحوهما، هذا؛ ويفسر (أسروا) ب: (أعلنوا)، فهو من الأضداد.
{أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ} أي: تحضرون السحر، وتصغون إليه، وتقبلونه من محمد صلّى الله عليه وسلّم.
{وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ:} ترون بأعينكم: أن ما جاء به هو السحر. ومفاده: توبيخ بعضهم بعضا؛ إن سمعوا الذكر، وقبلوه، واهتدوا به.
الإعراب:{لاهِيَةً:} حال من واو {يَلْعَبُونَ،} فهي حال متداخلة، أو من واو {اِسْتَمَعُوهُ،} فتكون حالا متعددة، هذا؛ وقرئ بالرفع على أنه خبر آخر للمبتدأ:(هم) أو هو خبر لمبتدأ محذوف. {قُلُوبُهُمْ:} فاعل ب: {لاهِيَةً} والهاء في محل جر بالإضافة. هذا؛ وينبغي أن تعلم أن {لاهِيَةً} في الأصل صفة قلوبهم، فلما تقدم النعت المنعوت انتصب، ومثله قوله تعالى:
ماض، والواو فاعل، والألف للتفريق. {النَّجْوَى} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {الَّذِينَ:} قال أبو البقاء: في موضعه ثلاثة أوجه. أحدها: الرفع وفيه أربعة أوجه: أحدها أن يكون بدلا من واو الجماعة في أسروا، والواو فاعله، والثاني: أن يكون الذين فاعلا، والواو حرف دال على الجمع فقط، والثالث: أن يكون مبتدأ، والخبر:{هَلْ}