إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، و {مَرْضاتِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله أيضا، وفاعله محذوف أيضا، والجملة الاسمية:{وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من لفظ الجلالة؛ فلست مفندا، والرابط:
الواو، وإعادة الاسم الكريم بلفظه للتعظيم. هذا؛ وجاز وقوع الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف عامل فيه، قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته:[الرجز]
ولا تجز حالا من المضاف له... إلاّ إذا اقتضى المضاف عمله
الشرح: لمّا بيّن الله سبحانه: أنّ من الناس مؤمن، وكافر، ومنافق؛ قال: كونوا على ملّة واحدة، واجتمعوا على الإسلام، واثبتوا عليه. فالسّلم هنا بمعنى الإسلام، ومنه قول الشاعر الكندي:[الوافر]
دعوت عشيرتي للسّلم لمّا... رأيتهم تولّوا مدبرينا
أي: إلى الإسلام، وذلك لمّا ارتدت قبيلة كندة بعد وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم مع الأشعث بن قيس الكندي. هذا؛ ويقرأ «السلم» بكسر السين وفتحها، وهو: الاستسلام، والخضوع، والطاعة، و {السِّلْمِ} أيضا: الإسلام، وقال حذيفة ابن اليمان-رضي الله عنه-في هذه الآية: الإسلام ثمانية أسهم: الصّلاة سهم، والزّكاة سهم، والصّوم سهم، والحجّ سهم، والعمرة سهم، والجهاد سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وقد خاب من لا سهم له في الإسلام. هذا؛ والسّلم: المسالمة، والمصالحة، قال تعالى في سورة (الأنفال) رقم [٦١] مخاطبا نبيّه صلّى الله عليه وسلّم: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} وهو أيضا بكسر السين وفتحها، وهو يذكّر، ويؤنث بدليل:(لها) و {كَافَّةً}. و {كَافَّةً} بمعنى جميعا، والمعنى: تقبلوا جميع تعاليم الإسلام، ولا تقبلوا غيرها أبدا.
{وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} انظر الآية رقم [١٦٨]، وخطواته:
وساوسه، وأحابيله، وزخارفه، و {مُبِينٌ} اسم فاعل من: أبان الرّباعي، أصله مبين بسكون الباء، وكسر الياء، فنقلت كسرة الياء إلى الباء بعد سلب سكونها؛ لأن الحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلّة، واسم الفاعل من بان الثلاثي: بائن، وأصله: باين. وعداوة الشيطان بينة بتبيين الله لنا عداوته، فكأنه بيّن؛ وإن لم نشاهده.