للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقوق العباد، أو ظهر لهم عقاب ما ذكر، وجزاؤه؛ حيث رأوه بأعينهم. {وَحاقَ بِهِمْ..}. إلخ:

أي: أحاط بهم العذاب، ونزل بهم من كل الجهات جزاء ما كانوا به يستهزئون، فهو على حد الآية رقم [١٦]: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النّارِ..}. إلخ، هذا؛ والتعبير بالماضي عن المستقبل إنما هو لتحقق الوقوع، والمبالغة في التهديد والوعيد. هذا؛ ومثل هذه الآية في نصها، ومغزاها، ومعناها رقم [٣٣] من سورة (الجاثية)، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٣] من سورة (فصلت).

الإعراب: {وَبَدا:} الواو: حرف عطف. (بدا): فعل ماض. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {سَيِّئاتُ:} فاعل، وهو مضاف، و {ما} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: سيئات الذي كسبوه. وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة، التقدير: سيئات كسبهم. وجملة:

{وَبَدا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَحاقَ:} الواو: حرف عطف.

(حاق): فعل ماض. {بِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {ما:} مثل سابقتها تحتمل الوجوه الثلاثة، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا بالباء، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل رفع فاعل، التقدير: وحاق بهم استهزاؤهم. هذا؛ والجار والمجرور: {بِهِمْ} متعلقان بالفعل بعدهما، وتفصيل الإعراب لا يخفى عليك بعد هذا؛ وجملة: {وَحاقَ بِهِمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٩)}

الشرح: {فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ:} بلاء في جسمه، أو في ماله، أو في ولده. والمراد:

بالإنسان هنا: الكافر، والفاسق، والفاجر. {دَعانا:} تضرع إلينا ولجأ يطلب كشف ذلك الضر.

{ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ} أي: كشفنا عنه ضره، وأعطيناه، وأنعمنا عليه تفضلا منا بنعمة من نعم الدنيا:

صحة في جسمه، أو غنى في ماله، أو زيادة في ولده؛ {قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ} أي: مني:

أني سأعطاه لما فيّ من فضل، واستحقاق. أو: على علم مني بوجود الكسب، كما قال قارون:

{إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي} رقم [٧٨] من سورة (القصص)، وإنما ذكّر الضمير في: {أُوتِيتُهُ} وهو للنعمة نظرا إلى المعنى؛ لأن قوله {نِعْمَةً مِنّا} شيئا من النعمة وقسما منها. وقيل: (ما)

<<  <  ج: ص:  >  >>