للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل نصب حال من فاعل {عَمِلَ} المستتر، والرابط: الواو، والضمير، وإن اعتبرتها معترضة؛ فلا محل لها. (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {يَدْخُلُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {الْجَنَّةَ:}

مفعول به، وانظر الآية رقم [٢٦] من سورة (يس)، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وباقي الكلام مثل سابقه. {يُرْزَقُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط:

الضمير فقط. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {بِغَيْرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (غير) مضاف، و {حِسابٍ} مضاف إليه.

{وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النّارِ (٤١)}

الشرح: {وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ} أي: إلى طريق الإيمان الموصل إلى النجاة من النار. {وَتَدْعُونَنِي إِلَى النّارِ} أي: تدعونني إلى الكفر المؤدي إلى النار. والاستفهام للتعجب، كأنه يقول: أتعجب من حالكم هذه، أدعوكم إلى النجاة، والخير، وتدعونني إلى النار، والشر؟! فقد كرر نداءهم في هذه الآيات إيقاظا لهم عن سنة الغفلة، واهتماما بالمنادى له، ومبالغة في توبيخهم على ما يقابلون به نصحه، كما كرر إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-كلمة: {يا أَبَتِ}.

قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: فإن قلت: لم جاء بالواو في النداء الثالث دون الثاني؟ قلت: فلأن الثاني داخل على كلام هو بيان للمجمل، وتفسير له، فأعطي الداخل عليه حكمه في امتناع دخول الواو، وأما الثالث؛ فداخل على كلام ليس بتلك المثابة. وانظر شرح (قوم) في الآية رقم [٣٠] من سورة (الصافات).

الإعراب: {وَيا قَوْمِ:} انظر الآية رقم [٢٩] {ما:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لِي:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {أَدْعُوكُمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من ياء المتكلم، والرابط: الضمير فقط، والعامل في الحال الاستفهام. {إِلَى النَّجاةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. (تدعونني): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {إِلَى النّارِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها في الظاهر، وهذا لا يصح، إلا بتقدير:

ومالكم تدعونني إلى النار؟ ويضعف أن تكون الجملة حالا بسبب العطف؛ أي: مالي أدعوكم إلى النجاة حال دعائكم إياي إلى النار؟! لذا فالمرجح اعتبار الجملة مستأنفة. انتهى. جمل بتصرف كبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>