للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة: {أَخْرِجُوا..}.

إلخ في محل نصب مقول القول. {إِنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. {أُناسٌ:} خبر (إنّ). {يَتَطَهَّرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع صفة: {أُناسٌ،} والجملة الاسمية: {إِنَّهُمْ..}. إلخ تعليل للأمر، وهي في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَما كانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاّ اِمْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (٥٧)}

الشرح: {فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ} أي: أنجى الله لوطا، ومن آمن معه من أهله. {إِلاّ امْرَأَتَهُ:}

فإنها كانت كافرة تسر الكفر، وتخبر قومها بما يكون في بيت لوط، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. واسمها: واهلة. {كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ} أي: الذين بقوا في العذاب، والتذكير لتغليب الذكور على الإناث، مثل قوله تعالى في حق مريم-على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام-:

{وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ}. هذا؛ والغابر: اسم فاعل من: غبر الشيء بقي، وغبر أيضا: مضى، فهو من الأضداد، وبابه: دخل. انتهى. مختار. هذا؛ ولذا يمكن أن يقال: في غابر الأزمان، أي: في ماضيها، وحاضرها. وقال أبو ذؤيب الهذلي من قصيدة في رثاء أولاده: [الكامل]

فغبرت بعدهم بعيش ناصب... وإخال أنّي لا حق مستتبع

هذا؛ واللغة العربية غنية بالكلمات التي تعني الضدين، وتحتمل معنيين متقابلين، منها:

ما رأيته من لفظ الغابرين، ومنها: جلل للعظيم، والحقير، فمن الأول: قول الحارث بن وعلة بن ذهل بن شيبان الذهلي، وهو الشاهد رقم [١٩٢] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الكامل]

فلئن عفوت لأعفون جللا... ولئن سطوت لأوهنن عظمي

ومن الثاني قول امرئ القيس لما قتل أبوه، وهو الشاهد رقم [١٩٣] من كتابنا المذكور: [المتقارب]

بقتل بني أسد ربّهم... ألا كلّ شيء سواه جلل

أي: هين، وحقير، لا قيمة له. ومنها: الجون للأبيض، والأسود. والبين: للقرب، والبعد. والصريم: للّيل، والنهار. وبهما فسر قوله تعالى في سورة: (ن): {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} والناصح: للأبيض، والأسود، والناهل: للرّيّان، والظمان. والسليم: للديغ، والصحيح، ووراء بمعنى: خلف، وأمام. وشعبت الشيء: أصلحته، وشققته. والصّارخ: للمغيث، والمستغيث.

والهاجد: للمصلي في الليل، والنائم. والوهدة: للانحدار والارتفاع. والتعزير: للإكرام، والإهانة. والتقريظ: للمدح، والذم. وترب: للغني والفقير. والإهماد: للسرعة في السير، والإقامة. وعسعس: إذا أقبل، وإذا أدبر. قال تعالى في سورة (التكوير): {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ} والقرء: للحيض، والطهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>