للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِلّهِ}: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة {قُلِ} إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَالرَّسُولِ}: معطوف على لفظ الجلالة. {فَاتَّقُوا}: الفاء:

هي حرف عطف على رأي من يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأراها وأمثالها الفصيحة. (اتقوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ}: منصوب على التعظيم، وجملة: {فَاتَّقُوا اللهَ} لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة في الفاء. {وَأَصْلِحُوا}: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على ما قبلها.

{ذاتَ}: مفعول به منصوب، و {ذاتَ} مضاف و {بَيْنِكُمْ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، وجملة {وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ} معطوفة على ما قبلها {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [١٤] التوبة، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنتم مؤمنين فاتقوا الله... إلخ، أي: فإن الإيمان يقتضي أمورا ثلاثة، التقوى، وإصلاح ذات البين، وطاعة الله ورسوله.

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢)}

الشرح: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} أي: الكاملون في الإيمان. {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}: فزعت لذكر الله، استعظاما له، وتهيبا من جلاله، وقيل: هو الرجل يهم بمعصية، فيقال له: اتق الله، فينزع عنها خوفا من عقابه. {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً} أي: كلما جاءهم شيء من عند الله؛ آمنوا به، فيزدادون بذلك إيمانا وتصديقا، وذلك لاطمئنان النفس، ورسوخ اليقين بتظاهر الأدلة أو بالعمل بموجبها، وهو قول من قال: الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهو قول الأشاعرة، وهو الصحيح.

وقال الماتريدية: الإيمان التصديق، وهو لا يزيد ولا ينقص، وتأولوا ما ورد في ذلك بأن الزيادة إنما هي في المؤمن به، وقال الأشاعرة: الإيمان أربعة أقسام: يزيد وينقص، وهو إيمان الأمة إنسا وجنا، ولا يزيد ولا ينقص، وهو إيمان الملائكة على المشهور، ويزيد ولا ينقص، وهو إيمان الأنبياء، وينقص ولا يزيد، وهو إيمان الفساق، وقد احتجوا على ذلك بحجج نقلية وعقلية، فمن النقلية الآية وغيرها، وما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم:

الإيمان يزيد وينقص؟ قال: «نعم يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة، وينقص حتّى يدخل صاحبه النار». وقوله عليه الصلاة والسّلام: «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان هذه الأمّة لرجح به». قال اللقاني رحمه الله تعالى: [الرجز]

ورجّحت زيادة الإيمان... بما تزيد طاعة الإنسان

<<  <  ج: ص:  >  >>