للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأنبياء]

وهي مكية بالإجماع، وآياتها مئة واثنتا عشرة آية، وكلماتها ألف ومئة وثمان وستون كلمة، وحروفها أربعة آلاف وثمانمئة وتسعون حرفا. انتهى. خازن.

تنبيه: انظر شرح الاستعاذة، والبسملة، وإعرابهما في أول سورة (الفاتحة) أو في سورة (يوسف) على نبينا وحبيبنا، وعلى جميع الأنبياء، والمرسلين ألف ألف صلاة، وألف ألف سلام.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)}

الشرح: {اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ} أي: وقت محاسبة الله إياهم على أعمالهم يوم القيامة.

نزلت الآية في منكري البعث. هذا؛ وقد قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: المراد بالناس هنا المشركون بدليل الآيتين. وقيل: المراد عموم الناس؛ إذا كان المشار إليه في ذلك الوقت كفار قريش، وهو الصحيح؛ لأن خصوص السبب لا يمنع التعميم، والأحكام الشرعية نزلت بأسباب معلومة، ومعروفة، وهي عامة إلى يوم القيامة.

{وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ:} عن التأهب لذلك اليوم، والاستعداد له.

تنبيه: قال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: (الكهف) و (مريم) و (طه) و (الأنبياء) من العتاق الأول، وهنّ من تلادي. يريد من قديم ما كسب، وحفظ من القرآن الكريم كالمال التلاد. وروي: أن رجلا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يبني جدارا، فمر به آخر في يوم نزول هذه السورة، فقال الذي كان يبني الجدار: ماذا نزل اليوم من القرآن؟ فقال الآخر: نزل: {اِقْتَرَبَ لِلنّاسِ..}. إلخ فنفض يده من البنيان، وقال: والله لا بنيت أبدا؛ وقد اقترب الحساب. انتهى.

قرطبي.

هذا؛ و (الناس) جمع لا واحد له من لفظه مثل: قوم، ورهط... إلخ، واحده: إنسان من غير لفظه، وهو يطلق على الإنسان، والجن، ولكن غلب استعماله في الإنس، قال تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ} وأصله:

الأناس، حذفت منه الهمزة تخفيفا على غير قياس، وحذفها مع لام التعريف كاللازم لا يكاد

<<  <  ج: ص:  >  >>