للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات من سورة (المؤمنون) رقم [١٣ و ١٤]. والرزق من سبع، وهو قوله تعالى: {فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً..}. إلخ. وانظر استدلال ابن عباس-رضي الله عنهما-بهذه الآيات، وبآيات سورة (المؤمنون) رقم [١٣ و ١٤]: على ليلة القدر في سورة (المؤمنون).

{مَتاعاً لَكُمْ} يعني، الفواكه، والحب بأنواعه رزق لكم. والكلأ بأنواعه رزق لبهائمكم، وحيواناتكم. قال ابن كثير: وفي هذه الآيات امتنان على العباد، وفيها استدلال بإحياء النبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعدما كانت عظاما بالية، وأوصالا متقطعة متفرقة. والله أعلم بمراده.

الإعراب: {فَلْيَنْظُرِ:} الفاء: حرف استئناف. اللام: لام الأمر. (ينظر): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر. {الْإِنْسانُ:} فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِلى طَعامِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {أَنّا:} (أنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا):

اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {صَبَبْنَا:} فعل، وفاعل. {الْماءَ:} مفعول به.

{صَبًّا:} مفعول مطلق، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بدل اشتمال من {طَعامِهِ}. وقيل: على تقدير اللام، أي: لأنا، والأول أقوى. هذا؛ وقرئ بكسر الهمزة، وعليه: فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وجملة: {شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، وأيضا جملة: (أنبتنا فيها حبا) معطوفة عليها، والإعراب مثلها بلا فارق. {وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً..}. إلخ:

الأسماء كلها معطوفة على {حَبًّا،} و {غُلْباً:} صفة (حدائق). {مَتاعاً:} مفعول مطلق عامله محذوف، التقدير: تمتعون به تمتيعا. وانظر سورة (النازعات) رقم [٣٣]، أو هو مفعول لأجله، عامله محذوف، التقدير: فعل ذلك متاعا، والجملة الفعلية هذه في محل نصب حال، أو هي مستأنفة، لا محل لها، وهو أقوى. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {مَتاعاً،} أو بمحذوف صفة له. {وَلِأَنْعامِكُمْ:} الواو: حرف عطف. (لأنعامكم): معطوفان على ما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة.

{فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)}

الشرح: {فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ:} قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: لما ذكر أمر المعاش؛ ذكر أمر المعاد؛ ليتزودوا له بالأعمال الصالحة، وبالإنفاق مما امتن الله به عليهم، و {الصَّاخَّةُ} الصيحة التي تكون عنها القيامة، وهي النفخة الثانية، تصيخ الأسماع؛ أي: تصمها، فلا تسمع إلا ما يدعى به للأحياء. هذا؛ وانظر ما ذكرته في {الطَّامَّةُ} في سورة (النازعات) رقم [٣٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>