للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {رَسُولٌ:} بدل من {الْبَيِّنَةُ} بدل اشتمال، أو بدل كل من كل على سبيل المبالغة.

وقال الفراء: خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هي، أو هو رسول. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب‍: {رَسُولٌ} أو بمحذوف صفة له، وأجيز أن يكونا متعلقين بمحذوف حال من {صُحُفاً} التقدير: يتلو صحفا مطهرة منزلة من الله، يعني كانت الحال في الأصل صفة للنكرة، فلما تقدمت عليها نصبت حالا. {يَتْلُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو، والفاعل يعود إلى رسول، والجملة الفعلية في محل رفع صفة {رَسُولٌ}. {صُحُفاً:} مفعول به. {مُطَهَّرَةً:} صفة {صُحُفاً}. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {كُتُبٌ:} مبتدأ مؤخر.

{قَيِّمَةٌ:} صفة {كُتُبٌ،} والجملة الاسمية في محل نصب صفة {صُحُفاً،} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم، أو في محل نصب حال من الضمير المستتر في {مُطَهَّرَةً}. هذا؛ ويجوز أن يكون النعت، أو الحال الجار، والمجرور فقط، و (كتب) فاعل به. وهو الأحسن.

انتهى. سمين.

{وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤)}

الشرح: أي: وما اختلف اليهود، والنصارى في شأن محمد صلّى الله عليه وسلّم إلا بعد ما جاءتهم الحجة الواضحة، الدالة على صدق رسالته، وأنه الرسول الموعود به في كتبهم. وقيل: هو القرآن الجائي به معجزة له. والآية مسوقة لغاية التشنيع على أهل الكتاب خاصة، وتغليظ جناياتهم، ببيان: أن تفرقهم لم يكن إلا بعد وضوح الحق. وتبين الحال، وانقطاع الأعذار بالكلية، كقوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} الآية رقم [١٩] من سورة (آل عمران) وإنما خص أهل الكتاب هنا بالذكر؛ لأنهم كانوا يعلمون صحة نبوته، بما يجدون في كتبهم من ذكره. انتهى. صفوة التفاسير.

وفي البيضاوي: هو كقوله تعالى: {وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} رقم [٨٩] سورة (البقرة). وإفراد أهل الكتاب بالذكر بعد الجمع بينهم وبين المشركين، للدلالة على شناعة حالهم. وأنهم لما تفرقوا مع علمهم كان غيرهم بذلك أولى انتهى. بتصرف. وبالجملة فقد تفرق أهل الكتاب فرقا، وشيعا كثيرة قبل مبعث محمد صلّى الله عليه وسلّم وبعده. وخذ ما يلي:

عن معاوية-رضي الله عنه-قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ألا إنّ من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملّة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة». رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وزاد فيه «وإنه سيخرج في أمتي أقوام، تتجارى بهم الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه

<<  <  ج: ص:  >  >>