وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون المعنى: وأمرنا بترتيل قراءته، وذلك قوله:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} أي: اقرأه بترسل، وتثبت، ومنه حديث عائشة-رضي الله عنها-في صفة قراءته صلّى الله عليه وسلّم:«لا كسردكم هذا، لو أراد السامع أن يعدّ حروفه لعدّها». انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَقالَ:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (قال): فعل ماض.
{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها. {لَوْلا:} حرف تحضيض. {نُزِّلَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْقُرْآنُ:} نائب فاعل {نُزِّلَ}.
{جُمْلَةً:} حال من {الْقُرْآنُ} أي: مجتمعا. {واحِدَةً:} صفة لها، وجملة:{لَوْلا نُزِّلَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{وَقالَ الَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على جملة:(قال الرسول...) إلخ فتكون الآية: {وَكَذلِكَ جَعَلْنا..}. إلخ معترضة بين المتعاطفتين، أو هي مستأنفة، ولا محل لها على الاعتبارين. {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف مع عامله، التقدير: نزلنا تنزيلا مثل ذلك التنزيل. هذا؛ وإن اعتبرت الكاف اسما فالمحل لها، وتكون مضافة، واسم الإشارة في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لِنُثَبِّتَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل ضمير مستتر تقديره:«نحن». {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {فُؤادَكَ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، و «أن» المضمرة والفعل نثبت في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المقدر المحذوف، وجملة:«نزلناه كذلك...» إلخ المقدرة في محل نصب مقول القول لقول محذوف، أي قال الله تعالى:(نزلناه كذلك...) إلخ؛ لأنها ليست من مقول الذين كفروا، وجملة: قال الله تعالى... إلخ مستأنفة، لا محل لها.
(رتلناه): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:«نزلناه» المقدرة فهي من مقول الله تعالى المحذوف المقدر. {تَرْتِيلاً:} مفعول مطلق.
الشرح:{وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} أي: بسؤال عجيب كأنه مثل في البطلان يريدون به القدح في نبوتك. {إِلاّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ} أي: إلا أتيناك بالجواب الحق الدامغ لما يسألونه، وقيل:
(لا يأتونك بمثل) كقولهم في صفة عيسى: إنه خلق من غير أب، وألحق ما فيه نقض حجتهم كآدم؛ إذ خلق من غير أب وأم. {وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً:} تفصيلا، والمعنى: أحسن من مثلهم تفصيلا، وبيانا، فحذف لفهمه من المقام، أو المعنى: لا يأتونك بحال، وصفة عجيبة، مثل قولهم:
هلا أنزل عليك القرآن جملة واحدة إلا أعطيناك من الأحوال ما يحق لك في حكمتنا أن تعطاه،