الشرح:{وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي..}. إلخ: فما أحراك أن تنظر ذلك مفصلا في الآية رقم [٣٠] وما بعدها من سورة (البقرة)، وانظر الباقي في الآية رقم [٢٦]، وانظر شرح الملائكة في الآية رقم [٢٥] من سورة (الرعد)، وشرح:{رَبُّكَ} في الآية رقم [٣] من سورة (هود) عليه السّلام، وشرح:{بَشَراً} في الآية رقم [٢٧] منها.
الإعراب:{وَإِذْ:} الواو: حرف استئناف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف تقديره: اذكر، أو هو مفعول به لهذا المقدر، وهو الأقوى، وجملة:{قالَ رَبُّكَ} في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {لِلْمَلائِكَةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، والياء اسمها. {خالِقٌ:} خبرها، وفاعله مستتر فيه. {بَشَراً:}
الشرح:{فَإِذا سَوَّيْتُهُ} أي: سويت خلقه، وصورته. {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي:} النفخ عبارة عن إجراء الريح في تجاويف جسم آخر، ومنه نفخ الروح في النشأة الأولى، وأضاف سبحانه روح آدم إلى نفسه على سبيل التشريف، والتكريم لها، كقوله: أرضي، وسمائي، وناقة الله، وشهر الله، وانظر شرح (النفس) في الآية رقم [٥٣] من سورة (يوسف) عليه السّلام. {فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ} أي: خروا، واسقطوا على الأرض ساجدين لآدم، وهو سجود تحية وتكريم، لا سجود عبادة، وانظر المزيد من ذلك في آية (البقرة) رقم [٣٤] والآية رقم [١١] من سورة (الأعراف).
الإعراب:{فَإِذا:} الفاء حرف استئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {سَوَّيْتُهُ:} ماض وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على المشهور المرجوح، وجملة:{وَنَفَخْتُ فِيهِ} معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها. {مِنْ رُوحِي:} متعلقان بالفعل قبلهما. وقيل:{مِنْ} زائدة، و {رُوحِي} مفعول به وتعليق الجار والمجرور بمحذوف صفة لمفعول محذوف أولى، التقدير: نفخت فيه روحا من روحي، والجر الحقيقي، أو اللفظي مقدر على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهوره اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة. {فَقَعُوا:} الفاء: واقعة في جواب (إذا). (قعوا): أمر مبني على حذف النون،