للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حال من: {بَيِّنَةٍ،} والرابط الضمير المجرور محلاّ بالباء، وهذا باعتبار رجوع الضمير إلى بينة، كما رأيت، وهي على تقدير «قد» قبلها، وجوز اعتبارها مستأنفة لا محل لها. {ما:} نافية مهملة.

{عِنْدِي:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم منصوب. وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة. (ما): تحتمل الموصولة والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، أو في محل رفع اسم: {ما} مؤخر على اعتبارها عاملة عمل ليس، والجملة الفعلية: {تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} صلة: {ما،} أو صفتها، والعائد أو الرابط الضمير المجرور محلاّ بالباء والمتعلق محذوف؛ إذ التقدير: من العذاب، وهذا الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المجرور محلاّ بالباء و «من» بيان لما أبهم في {ما}. والجملة الاسمية:

{ما عِنْدِي..}. إلخ في محل نصب مقول القول. {إِنِ:} نافية بمعنى: {ما}. {الْحُكْمُ:}

مبتدأ. {إِلاّ:} حرف حصر لا محل له. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول أيضا، والجملة الفعلية: {يَقُصُّ الْحَقَّ} في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط رجوع الفاعل إليه فقط. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {خَيْرُ:} خبره، وهو مضاف، و {الْفاصِلِينَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {وَهُوَ خَيْرُ..}. إلخ في محل نصب حال من لفظ الجلالة، فهي حال متعددة، أو من فاعل: {يَقُصُّ} المستتر، فهي حال متداخلة، والرابط على الاعتبارين: الواو، والضمير.

{قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظّالِمِينَ (٥٨)}

الشرح: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي..}. إلخ، أي لو كان في قدرتي ومكنتي ما تطلبونه من العذاب.

وانظر الآية السابقة. {لَقُضِيَ الْأَمْرُ..}. إلخ، أي: لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي، وانتهى الأمر بيني وبينكم إلى المقاطعة التامة والاستراحة من كيدكم وشركم. وانظر: {قَضى} في الآية رقم [٢/ ١١٧] فإنه جيد. {وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظّالِمِينَ} أي: وبأحوالهم، وما يستحقون من العذاب، والوقت الذي يستحقونه فيه. وقال البيضاوي: فيه معنى الاستدراك، كأنه قال: ولكن الأمر إلى الله، وهو أعلم بمن ينبغي أن يؤخذ، وبمن ينبغي أن يمهل منهم. هذا؛ والمراد {بِالظّالِمِينَ} هنا: الكفار والمشركون، ويشمل الظالمين من المسلمين الذين يعتدون على حقوق الناس، وينتهكون حرماتهم. وانظر الظلم في الآية رقم [١٤٥] الآتية.

الإعراب: {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {عِنْدِي:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر: {أَنَّ} تقدم

<<  <  ج: ص:  >  >>