هذا؛ وقد شنع أحمد محشي الكشاف على الزمخشري حيث قال: لقد اجترأ عظيما واقتحم مهلكة في تمثيله ذلك، ثم قال أحمد: وإذا ثبتت هذه المقدمة عقلا، ونقلا؛ لزمه فرك أذنه، وغلّ عنقه؛ إذ يلحد في الله إلحادا لم يسبقه إليه أحد من عباده الكفرة، ولا تجرّأ عليه مارد من مردة الفجرة، ومن خالف في كفر القدرية؛ فقد وافق على كفر من تجرّأ. فقال: هذه المقالة، واقتحم هذه الضلالة بلا محالة، فإنّه قد صرّح بكلمة الكفر على أقبح وجوهها، وأشنع أنحائها.
أقول: وهذا تجنّ ظاهر على الزمخشري، والله المسؤول أن يعصمنا من الزلل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير. هذا؛ وأذكر: أن الجمل قد نقل من حاشية زاده على البيضاوي ما يشبه كلام الزمخشري، وهذا يعني: أنه لا غضاضة على الزمخشري.
الإعراب:{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {إِنْ:} نافية. {كانَ:} ماض ناقص. {لِلرَّحْمنِ:} متعلقان بمحذوف خبر (كان) تقدّم على اسمها. {وَلَدٌ:} اسمها مؤخر، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وعليه ف:{الْعابِدِينَ} من العبادة. هذا؛ وقيل:(إنّ) شرطية، و {كانَ} مبني على الفتح في محل جزم فعل شرطها، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَأَنَا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (أنا):
ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَوَّلُ:} خبره، وهو مضاف، و {الْعابِدِينَ:}
مضاف إليه مجرور، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنّها لم تحل محل المفرد، ويكون معنى:{الْعابِدِينَ} الجاحدين لقولكم: إن له ولدا. والكلام في محل نصب مقول القول، وجملة:{قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.
الشرح: نزّه الله نفسه عن كل ما يقتضي الحدوث من نسبة الولد إليه تنزيها لائقا بجلاله وعظمته، وكبريائه. وانظر شرح:{سُبْحانَ} في آخر سورة (الصافات)، وشرح {الْعَرْشِ} في سورة (السجدة) رقم [٤].
الإعراب:{سُبْحانَ:} مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: يسبح سبحان، وهو مضاف، و {رَبِّ} مضاف إليه، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو من إضافته لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا. و {رَبِّ} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على: {رَبِّ}. {رَبِّ} بدل من سابقه، و {رَبِّ} مضاف، و {الْعَرْشِ} مضاف إليه. {عَمّا:} جار ومجرور متعلقان ب: {سُبْحانَ،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب:(عن) والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: عن